( الذي علم بالقلم     ( 4 ) علم الإنسان ما لم يعلم    ( 5 ) كلا إن الإنسان ليطغى     ( 6 ) أن رآه استغنى    ( 7 ) إن إلى ربك الرجعى    ( 8 ) أرأيت الذي ينهى    ( 9 ) عبدا إذا صلى    ( 10 ) ) 
( الذي علم بالقلم    ) يعني الخط والكتابة . ( علم الإنسان ما لم يعلم    ) من أنواع الهدى والبيان . وقيل : علم آدم  الأسماء كلها . وقيل : الإنسان هاهنا محمد    - صلى الله عليه وسلم - بيانه : " وعلمك ما لم تكن تعلم    " ( النساء - 113 ) . ( كلا ) حقا ( إن الإنسان ليطغى    ) ليتجاوز حده ويستكبر على ربه . ( أن ) لأن ( رآه استغنى    ) أن رأى نفسه غنيا . قال الكلبي    : يرتفع عن منزلة إلى منزلة في اللباس والطعام وغيرهما . 
وقال مقاتل    : نزلت في أبي جهل  ، كان إذا أصاب مالا زاد في ثيابه ومركبه وطعامه ، فذلك طغيانه . ( إن إلى ربك الرجعى    ) أي المرجع في الآخرة ، [ " الرجعى " : مصدر على وزن فعلى ] . ( أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى    ) نزلت في أبي جهل  ، نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة    . 
أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر  ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد  ، أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي  ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان  ، حدثنا مسلم بن الحجاج  ، حدثنا عبد الله بن معاذ  ومحمد بن عبد الأعلى القيسي  ، قالا حدثنا المعتمر  عن أبيه ، حدثني نعيم بن أبي هند  ، عن أبي حازم  ، عن  أبي هريرة  قال : قال أبو جهل    : هل يعفر محمد  وجهه بين أظهركم ؟ فقيل : نعم ، فقال : [ واللات ]   [ ص: 480 ] والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته ، ولأعفرن وجهه في التراب ، قال : فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي ، [ عزم ] ليطأ على رقبته ، فما فجأهم منه إلا وهو ينكص ، على عقبيه ، ويتقي بيديه ، قال فقيل له : ما لك يا أبا الحكم  ؟ قال : إن بيني وبينه لخندقا من نار ، وهولا وأجنحة . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا ، قال : فأنزل الله - لا ندري في حديث  أبي هريرة  أو شيء بلغه - : كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى  الآيات . 
ومعنى " أرأيت " هاهنا تعجيب للمخاطب . وكرر هذه اللفظة للتأكيد : 
				
						
						
