[ ص: 237 ]   ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها  ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما    ( 56 ) ) 
قوله تعالى : ( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا    ) ندخلهم نارا ، ( كلما نضجت    ) احترقت ( جلودهم بدلناهم جلودا غيرها    ) غير الجلود المحترقة ، قال ابن عباس  رضي الله عنهما : يبدلون جلودا بيضاء كأمثال القراطيس . 
وروي أن هذه الآية قرئت عند عمر  رضي الله عنه ، فقال عمر  رضي الله عنه للقارئ : أعدها فأعادها ، وكان عنده معاذ بن جبل ،  فقال معاذ    : عندي تفسيرها : تبدل في ساعة مائة مرة ، فقال عمر  رضي الله عنه : هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
قال الحسن    : تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة كلما أكلتهم قيل لهم عودوا فيعودون كما كانوا . 
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ،  أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ،  أنا محمد بن يوسف ،  أنا  محمد بن إسماعيل ،  أنا معاذ بن أسيد ،  أنا الفضل بن موسى ،  أنا الفضيل ،  عن أبي حازم ،  عن  أبي هريرة  رضي الله عنه قال : " ما بين منكبي الكافر  مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع "   . 
أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ،  أنا عبد الغافر بن محمد ،  أنا محمد بن عيسى الجلودي ،  أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ،  أنا مسلم بن الحجاج ،  أنا شريح بن يونس ،  أنا حميد بن عبد الرحمن ،  عن الحسن بن صالح ،  عن هارون بن سعد ،  عن أبي حازم ،  عن  أبي هريرة  رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   " ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد ، وغلظ جلده مسيرة ثلاثة أيام "   . 
فإن قيل : كيف تعذب جلود لم تكن في الدنيا ولم تعصه؟ 
قيل يعاد الجلد الأول في كل مرة . 
وإنما قال : ( جلودا غيرها    ) لتبدل صفتها ، كما تقول : صنعت من خاتمي خاتما غيره ، فالخاتم الثاني هو الأول إلا أن الصناعة والصفة تبدلت ، وكمن يترك أخاه صحيحا ثم بعد ، مرة يراه مريضا دنفا فيقول :   [ ص: 238 ] أنا غير الذي عهدت ، وهو عين الأول ، إلا أن صفته تغيرت . 
وقال  السدي    : يبدل الجلد جلدا غيره من لحم الكافر ثم يعيد الجلد لحما ثم يخرج من اللحم جلدا آخر وقيل : يعذب الشخص في الجلد لا الجلد ، بدليل أنه قال : ( ليذوقوا العذاب    ) ولم يقل : لتذوق وقال عبد العزيز بن يحيى    : إن الله عز وجل يلبس أهل النار جلودا لا تألم ، فيكون زيادة عذاب عليهم ، كلما احترق جلد بدلهم جلدا غيره ، كما قال : " سرابيلهم من قطران    "   ( إبراهيم - 50 ) فالسرابيل تؤلمهم وهي لا تألم . قوله تعالى : ( ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما    ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					