[ ص: 213 ] سورة الأعراف 
( المص    ( 1 ) كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين     ( 2 ) اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون    ( 3 ) وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون    ( 4 ) ) 
مكية كلها إلا خمس آيات ، أولها " واسألهم عن القرية التي كانت    " 
( المص    ) 
( كتاب    ) أي : هذا كتاب ، ( أنزل إليك    ) وهو القرآن ، ( فلا يكن في صدرك حرج منه    ) قال مجاهد    : شك ، فالخطاب للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمراد به الأمة . وقال أبو العالية    : حرج أي ضيق ، معناه لا يضيق صدرك بالإبلاغ وتأدية ما أرسلت به ، ( لتنذر به    ) أي : كتاب أنزل إليك لتنذر به ، ( وذكرى للمؤمنين    ) أي : عظة لهم ، وهو رفع مردود على الكتاب . 
( اتبعوا    ) أي : وقل لهم اتبعوا : ( ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء    ) أي : لا تتخذوا غيره أولياء تطيعونهم في معصية الله تعالى ، ( قليلا ما تذكرون    ) تتعظون . وقرأ ابن عامر    : " يتذكرون " بالياء والتاء . 
( وكم من قرية أهلكناها    ) بالعذاب ، ( وكم    ) للتكثير و " رب " للتقليل ، ( فجاءها بأسنا    )   [ ص: 214 ] عذابنا ، ( بياتا    ) ليلا ( أو هم قائلون    ) من القيلولة ، تقديره : فجاءها بأسنا ليلا وهم نائمون ، أو نهارا وهم قائلون ، أي نائمون ظهيرة . والقيلولة الاستراحة نصف النهار ، وإن لم يكن معها نوم . ومعنى الآية : أنهم جاءهم بأسنا وهم غير متوقعين له إما ليلا أو نهارا . قال الزجاج    : و " أو " لتصريف العذاب مرة ليلا ومرة نهارا . وقيل : معناه من أهل القرى من أهلكناهم ليلا ومنهم من أهلكناهم نهارا . 
فإن قيل : ما معنى أهلكناها فجاءها بأسنا  فكيف يكون مجيء البأس بعد الهلاك ؟ قيل : معنى قوله : " أهلكنا " أي : حكمنا بإهلاكها فجاءها بأسنا . وقيل : فجاءها بأسنا هو بيان قوله " أهلكناها " مثل قول القائل : أعطيتني فأحسنت إلي ، لا فرق بينه وبين قوله : أحسنت إلي فأعطيتني ، فيكون أحدهما بدلا من الآخر . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					