( وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون    ( 12 ) ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين    ( 13 ) . 
قوله تعالى : ( وإذا مس الإنسان الضر    )  الجهد والشدة ، ( دعانا لجنبه    ) أي : على جنبه مضطجعا ، ( أو قاعدا أو قائما    ) يريد في جميع حالاته ، لأن الإنسان لا يعدو إحدى هذه الحالات . ( فلما كشفنا    ) دفعنا ( عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه    ) أي استمر على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر ، ونسي ما كان فيه من الجهد والبلاء ، كأنه لم يدعنا إلى ضر مسه أي : لم يطلب منا كشف ضر مسه . ( كذلك زين للمسرفين    ) المجاوزين الحد في الكفر والمعصية ، ( ما كانوا يعملون    ) من العصيان . قال  ابن جريج    : كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون من الدعاء عند البلاء وترك الشكر عند الرخاء . وقيل : معناه كما زين لكم أعمالكم زين للمسرفين الذين كانوا من قبلكم أعمالهم . 
قوله عز وجل : ( ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا    ) أشركوا ، ( وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك    )   [ ص: 125 ] أي : كما أهلكناهم بكفرهم ، ( نجزي ) نعاقب ونهلك ، ( القوم المجرمين    ) الكافرين بتكذيبهم محمدا  صلى الله عليه وسلم ، يخوف كفار مكة  بعذاب الأمم الخالية المكذبة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					