( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين    ( 4 ) . 
قوله عز وجل : ( إذ قال يوسف لأبيه     ) أي : واذكر إذ قال يوسف  لأبيه ويوسف  اسم عبري [ عرب ] ، ولذلك لا يجري [ عليه الإعراب ] وقيل هو عربي . 
سئل أبو الحسن الأقطع  عن يوسف  فقال : الأسف في اللغة : الحزن ، والأسيف : العبد ، واجتمعا في يوسف  عليه السلام فسمي به . 
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ،  أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي ،  أنبأنا محمد بن يوسف ،  حدثنا  محمد بن إسماعيل ،  قال : قال عبد الله بن محمد ،  حدثنا عبد الصمد ،  عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ،   [ ص: 213 ] عن أبيه ، عن ابن عمر  رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :   " إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم    . 
( يا أبت ) قرأ أبو جعفر ،  وابن عامر    ( يا أبت ) بفتح التاء في جميع القرآن على تقدير : يا أبتاه . 
وقرأ الآخرون : ( يا أبت ) بكسر التاء لأن أصله : يا أبت ، والجزم يحرك إلى الكسر . 
( إني رأيت أحد عشر كوكبا    ) أي نجما من نجوم السماء ، ونصب الكواكب على التفسير . 
( والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين    ( ولم يقل رأيتها إلي ساجدة ، والهاء والميم والياء والنون من كنايات من يعقل ، لأنه لما أخبر عنها بفعل من يعقل عبر عنها بكناية من يعقل كقوله تعالى : ( يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم    ) ( النمل - 18 ) . 
وكان النجوم في التأويل أخواته ، وكانوا أحد عشر رجلا يستضاء بهم كما يستضاء بالنجوم ، والشمس أبوه ، والقمر أمه . قاله قتادة    . 
وقال  السدي    : القمر خالته ، لأن أمه راحيل  كانت قد ماتت . 
وقال  ابن جريج    : القمر أبوه والشمس أمه; لأن الشمس مؤنثة والقمر مذكر . 
وكان يوسف  عليه السلام ابن اثنتي عشرة سنة حين رأى هذه الرؤيا . 
وقيل : رآها ليلة الجمعة ليلة القدر فلما قصها على أبيه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					