( وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم    ( 6 ) . 
قوله عز وجل : ( وكذلك يجتبيك ربك    ) يصطفيك ربك يقوله يعقوب  ليوسف  أي : كما رفع منزلتك بهذه الرؤيا ، فكذلك يصطفيك ربك ( ويعلمك من تأويل الأحاديث    ) يريد تعبير الرؤيا ، سمي تأويلا لأنه يئول أمره إلى ما رأى في منامه ، والتأويل ما يئول إلى عاقبة الأمر ( ويتم نعمته عليك    ) يعني : بالنبوة ( وعلى آل يعقوب    ) أي : على أولاده فإن أولاده كلهم كانوا أنبياء ( كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق    ) فجعلهما نبيين ( إن ربك عليم حكيم    ) . 
وقيل : المراد من إتمام النعمة على إبراهيم  الخلة .   [ ص: 215 ] 
وقيل : إنجاؤه من النار ، وعلى إسحاق  إنجاؤه من الذبح .   [ ص: 216 ] 
وقيل : بإخراج يعقوب  والأسباط من صلبه . 
قال ابن عباس  رضي الله عنهما : كان بين رؤيا يوسف  هذه وبين تحقيقها بمصير أبويه وإخوته إليه أربعون سنة ، وهو قول أكثر أهل التفسير . 
وقال  الحسن البصري    : كان بينهما ثمانون سنة . فلما بلغت هذه الرؤيا إخوة يوسف  حسدوه وقالوا : ما رضي أن يسجد له إخوته حتى يسجد له أبواه فبغوه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					