[ ص: 47 ]   ( ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين     ( 107 ) أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون    ( 108 ) لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون    ( 109 ) ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم    ( 110 ) ) 
( ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين    ) لا يرشدهم . ( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون    ) عما يراد بهم . ( لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون    ) أي المغبونون . ( ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا    ) عذبوا ومنعوا من الإسلام ، فتنهم المشركون ، ( ثم جاهدوا وصبروا    ) على الإيمان والهجرة والجهاد ، ( إن ربك من بعدها ) من بعد تلك الفتنة والغفلة ( لغفور رحيم ) 
نزلت في عياش بن أبي ربيعة  ، أخي أبي جهل  من الرضاعة ، وفي أبي جندل بن سهيل بن عمرو  ، والوليد بن الوليد بن المغيرة  ، وسلمة بن هشام  وعبد الله بن أسيد الثقفي  ، فتنهم المشركون فأعطوهم بعض ما أرادوا ليسلموا من شرهم ، ثم إنهم هاجروا بعد ذلك وجاهدوا . 
وقال الحسن  وعكرمة    : نزلت في  عبد الله بن سعد بن أبي سرح  ، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فاستزله الشيطان ، فلحق بالكفار ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله يوم فتح مكة  ، فاستجاره له عثمان  ، وكان أخاه لأمه من الرضاعة ، فأجاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إنه أسلم وحسن إسلامه ، فأنزل الله هذه الآية .   [ ص: 48 ] 
وقرأ ابن عامر    " فتنوا " بفتح الفاء والتاء ، ورده إلى من أسلم من المشركين فتنوا المسلمين . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					