الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5882 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث قال حدثني nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد عن nindex.php?page=showalam&ids=17060أبي الخير عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو nindex.php?page=hadith&LINKID=655767أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير قال nindex.php?page=treesubj&link=28647_30572_18137_30483_24546_30476_28642_30502_18135تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت وعلى من لم تعرف
قوله باب السلام للمعرفة وغير المعرفة أي من يعرفه المسلم ومن لا يعرفه ؛ أي nindex.php?page=treesubj&link=18149_18141لا يخص بالسلام من يعرفه دون من لا يعرفه . وصدر الترجمة لفظ حديث أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في " الأدب المفرد بسند صحيح عن ابن مسعود أنه مر برجل ، فقال السلام عليك يا أبا عبد الرحمن ، فرد عليه ثم قال إنه سيأتي على الناس زمان يكون السلام فيه للمعرفة " .
وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي في " الشعب من وجه آخر عن ابن مسعود مرفوعا ولفظه nindex.php?page=hadith&LINKID=847895إن nindex.php?page=treesubj&link=30208من أشراط الساعة أن يمر الرجل بالمسجد لا يصلي فيه nindex.php?page=treesubj&link=30181_18129وأن لا يسلم إلا على من يعرفه ، ولفظ nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : nindex.php?page=hadith&LINKID=847896إن من أشراط الساعة السلام للمعرفة .
9315 ثم ذكر فيه حديثين ؛ أحدهما حديث عبد الله بن عمر .
قوله حدثني nindex.php?page=showalam&ids=17346يزيد ) هو ابن أبي حبيب كما ذكر في رواية قتيبة عن الليث في كتاب الإيمان
قوله عن أبي الخير ) هو مرثد بفتح الميم والمثلثة بينهما راء ساكنة وآخره دال مهملة والإسناد كله بصريون وقد تقدم شرح الحديث في أوائل كتاب الإيمان قال النووي : معنى قوله على من عرفت ومن لم تعرف تسلم على من لقيته ولا تخص ذلك بمن تعرف وفي ذلك إخلاص العمل لله واستعمال التواضع وإفشاء nindex.php?page=treesubj&link=18135السلام الذي هو شعار هذه الأمة .
قلت وفيه من الفوائد أنه لو ترك السلام على من لم يعرف احتمل أن يظهر أنه من معارفه فقد يوقعه في الاستيحاش منه قال وهذا العموم مخصوص بالمسلم فلا يبتدئ السلام على كافر . قلت قد تمسك به من أجاز nindex.php?page=treesubj&link=18143ابتداء الكافر بالسلام ، ولا حجة فيه لأن الأصل nindex.php?page=treesubj&link=18133_18132مشروعية السلام للمسلم فيحمل قوله من عرفت عليه وأما من لم تعرف فلا دلالة فيه بل إن عرف أنه مسلم فذاك وإلا فلو سلم احتياطا لم يمتنع حتى يعرف أنه كافر وقال ابن بطال في مشروعية السلام على غير المعرفة استفتاح للمخاطبة للتأنيس ليكون المؤمنون كلهم إخوة فلا يستوحش أحد من أحد وفي التخصيص ما قد يوقع في الاستيحاش ويشبه صدود المتهاجرين المنهي عنه .
وأورد nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي في المشكل حديث أبي ذر في قصة إسلامه وفيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=847897فانتهيت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم وقد صلى هو وصاحبه - ، فكنت أول من حياه بتحية الإسلام قال nindex.php?page=showalam&ids=14695الطحاوي : وهذا لا ينافي حديث ابن مسعود في ذم السلام للمعرفة لاحتمال أن يكون أبو ذر سلم على أبي بكر قبل ذلك أو لأن حاجته كانت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - دون أبي بكر .
قلت والاحتمال الثاني لا يكفي في nindex.php?page=treesubj&link=18128تخصيص السلام ، وأقرب منه أن يكون ذلك قبل تقرير الشرع بتعميم السلام وقد ساق مسلم قصة إسلام [ ص: 24 ] أبي ذر بطولها ولفظه : و جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى استلم الحجر وطاف بالبيت هو وصاحبه ثم صلى فلما قضى صلاته قال أبو ذر " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504048فكنت أول من حياه بتحية السلام فقال وعليك ورحمة الله الحديث وفي لفظ قال " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504049وصلى ركعتين خلف المقام فأتيته فإني لأول الناس حياه بتحية الإسلام فقال وعليك السلام من أنت " ، وعلى هذا فيحتمل أن يكون أبو بكر توجه بعد الطواف إلى منزله ودخل النبي - صلى الله عليه وسلم - منزله فدخل عليه أبو ذر وهو وحده .
ويؤيده ما أخرجه مسلم ، وقد تقدم nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري أيضا في المبعث من وجه آخر عن أبي ذر في قصة إسلامه أنه قام يلتمس النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يعرفه ويكره أن يسأل عنه فرآه علي فعرفه أنه غريب فاستتبعه حتى دخل به على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم