باب بركة الغازي في ماله حيا وميتا مع النبي صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر 
 2961 حدثنا  إسحاق بن إبراهيم  قال قلت  لأبي أسامة  أحدثكم  هشام بن عروة  عن  أبيه  عن  عبد الله بن الزبير  قال لما وقف الزبير  يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه فقال يا بني إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم  وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلوما وإن من أكبر همي لديني أفترى يبقي ديننا من مالنا شيئا فقال يا بني بع مالنا فاقض ديني وأوصى بالثلث وثلثه لبنيه يعني بني عبد الله بن الزبير  يقول ثلث الثلث فإن فضل من مالنا فضل بعد قضاء الدين شيء فثلثه لولدك قال هشام  وكان بعض ولد عبد الله  قد وازى بعض بني الزبير  خبيب  وعباد  وله يومئذ تسعة بنين وتسع بنات قال عبد الله  فجعل يوصيني بدينه ويقول يا بني إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه مولاي قال فوالله ما دريت ما أراد حتى قلت يا أبة من مولاك قال الله قال فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت يا مولى الزبير  اقض عنه دينه فيقضيه فقتل الزبير رضي الله عنه  ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين منها الغابة  وإحدى عشرة دارا بالمدينة  ودارين بالبصرة  ودارا بالكوفة  ودارا بمصر  قال وإنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير  لا ولكنه سلف فإني أخشى عليه الضيعة وما ولي إمارة قط ولا جباية خراج ولا شيئا إلا أن يكون في غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم أو مع أبي بكر  وعمر  وعثمان رضي الله عنهم  قال عبد الله بن الزبير  فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف قال فلقي حكيم بن حزام  عبد الله بن الزبير  فقال يا ابن أخي كم على أخي من الدين فكتمه فقال مائة ألف فقال حكيم  والله ما أرى أموالكم تسع لهذه فقال له عبد الله  أفرأيتك إن كانت ألفي ألف ومائتي ألف قال ما أراكم تطيقون هذا فإن عجزتم عن شيء منه فاستعينوا بي قال وكان الزبير  اشترى الغابة  بسبعين ومائة ألف فباعها عبد الله  بألف ألف وست مائة ألف ثم قام فقال من كان له على الزبير  حق فليوافنا بالغابة  فأتاه عبد الله بن جعفر  وكان له على الزبير  أربع مائة ألف فقال لعبد الله  إن شئتم تركتها لكم قال عبد الله  لا قال فإن شئتم جعلتموها فيما تؤخرون إن أخرتم فقال عبد الله  لا قال قال فاقطعوا لي قطعة فقال عبد الله  لك من هاهنا إلى هاهنا قال فباع منها فقضى دينه فأوفاه وبقي منها أربعة أسهم ونصف فقدم على معاوية  وعنده عمرو بن عثمان   والمنذر بن الزبير  وابن زمعة  فقال له معاوية  كم قومت الغابة  قال كل سهم مائة ألف قال كم بقي قال أربعة أسهم ونصف قال المنذر بن الزبير  قد أخذت سهما بمائة ألف قال عمرو بن عثمان  قد أخذت سهما بمائة ألف وقال ابن زمعة  قد أخذت سهما بمائة ألف فقال معاوية  كم بقي فقال سهم ونصف قال قد أخذته بخمسين ومائة ألف قال وباع عبد الله بن جعفر  نصيبه من معاوية  بست مائة ألف فلما فرغ ابن الزبير  من قضاء دينه قال بنو الزبير  اقسم بيننا ميراثنا قال لا والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين ألا من كان له على الزبير  دين فليأتنا فلنقضه قال فجعل كل سنة ينادي بالموسم فلما مضى أربع سنين قسم بينهم قال فكان للزبير  أربع نسوة ورفع الثلث فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف فجميع ماله خمسون ألف ألف ومائتا ألف      	
		 [ ص: 263 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					