[ ص: 116 ] بَابُ مَنْ نَذَرَ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِمَالِهِ

هَلْ يَنْفُذُ ذَلِكَ إِذَا نَجَّزَهُ أَوْ عَلَّقَهُ وَيَلْزَمُهُ التَّصَدُّقُ بِجَمِيعِ مَالِهِ ؟ وَاسْتُشْكِلَ إِيرَادُ حَدِيثِ كَعْبٍ فِي النُّذُورِ لِأَنَّ كَعْبًا لَمْ يُصَرِّحْ بِلَفْظِ النَّذْرِ وَلَا بِمَعْنَاهُ .

وَالِانْخِلَاعُ الَّذِي ذَكَرَهُ لَيْسَ بِظَاهِرٍ فِي صُدُورِ النَّذْرِ مِنْهُ ، وَإِنَّمَا الظَّاهِرُ أَنَّهُ يُؤَكِّدُ أَمْرَ تَوْبَتِهِ بِالتَّصَدُّقِ بِجَمِيعِ مَالِهِ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِ . وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ بِأَنَّ الْمُنَاسَبَةَ لِلتَّرْجَمَةِ أَنَّ مَعْنَى التَّرْجَمَةِ أَنَّ مَنْ تَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَالِهِ إِذَا تَابَ مِنْ ذَنْبٍ أَوْ إِذَا نَذَرَ هَلْ يَنْفُذُ ذَلِكَ إِذَا نَجَّزَهُ أَوْ عَلَّقَهُ . وَقِصَّةُ كَعْبٍ هَذِهِ عَلَى التَّنْجِيزِ ، لَكِنْ nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ لَمْ يَصْدُرْ مِنْهُ تَنْجِيزٌ وَإِنَّمَا اسْتَشَارَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُشِيرَ عَلَيْهِ بِإِمْسَاكِ الْبَعْضِ . فَالْأَوْلَى لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُنَجِّزَ التَّصَدُّقَ بِجَمِيعِ مَالِهِ أَوْ يُعَلِّقَهُ أَنْ يُمْسِكَ بَعْضَهُ ، وَلَا يَلْزَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ لَوْ نَجَّزَهُ لَمْ يَنْفُذْ . قَالَهُ الْحَافِظُ .

( وَكَانَ ) : عَبْدُ اللَّهِ ( قَائِدَ كَعْبٍ ) : أَبِيهِ ( مِنْ ) : بَيْنِ ( بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ ) : وَكَانَ بَنُوهُ أَرْبَعَةً : عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدٌ وَعُبَيْدُ اللَّهِ ( إِنَّ مِنْ ) : شُكْرِ ( تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ ) : أَيْ أَنْ أَعْرَى ( مِنْ مَالِي ) : كَمَا يَعْرَى الْإِنْسَانُ إِذَا خَلَعَ ثَوْبَهُ ( صَدَقَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَى رَسُولِهِ ) : إِلَى بِمَعْنَى اللَّامِ ؛ أَيْ صَدَقَةً خَالِصَةً لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ، أَوْ تَتَعَلَّقُ بِصِفَةٍ مُقَدَّرَةٍ ؛ أَيْ صَدَقَةً وَاصِلَةً إِلَى اللَّهِ أَيْ إِلَى ثَوَابِهِ وَجَزَائِهِ ، وَإِلَى رَسُولِهِ أَيْ إِلَى رِضَاهُ وَحُكْمِهِ وَتَصَرُّفِهِ ( أَمْسِكْ ) : بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ ( فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) : وَاخْتُلِفَ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ ، فَقِيلَ يَلْزَمُهُ الثُّلُثُ إِذَا nindex.php?page=treesubj&link=27224_23491نَذَرَ التَّصَدُّقَ بِجَمِيعِ مَالِهِ ، وَقِيلَ يَلْزَمُهُ جَمِيعُ مَالِهِ ، وَقِيلَ إِنْ عَلَّقَهُ بِصِفَةٍ فَالْقِيَاسُ إِخْرَاجُهُ كُلُّهُ . قَالَهُ الْإِمَامُ أَبُو حَنِيفَةَ . وَقِيلَ إِنْ كَانَ نَذْرَ تَبَرُّرٍ كَإِنْ شَفَى اللَّهُ مَرِيضِي لَزِمَهُ كُلُّهُ ، وَإِنْ كَانَ لِجَاجًا وَغَضَبًا فَهُوَ بِالْخِيَارِ بَيْنَ أَنْ يَفِيَ [ ص: 117 ] بِذَلِكَ كُلِّهِ أَوْ يُكَفِّرَ كَفَّارَةَ يَمِينٍ وَهُوَ قَوْلُ nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ . قَالَهُ الْقَسْطَلَّانِيُّ وَسَيَجِيءُ كَلَامُ الزَّرْقَانِيِّ فِيهِ .

قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ أَيْضًا مُخْتَصَرًا وَأَخْرَجَهُ nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ .

( حَدَّثَنَا nindex.php?page=showalam&ids=12265أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ) : قَالَ الْمِزِّيُّ : حَدِيثُ nindex.php?page=showalam&ids=12265أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْعَبْدِ وَلَمْ يَذْكُرْهُ أَبُو الْقَاسِمِ انْتَهَى . وَالْحَدِيثُ لَمْ يَذْكُرْهُ الْمُنْذِرِيُّ .