( بَابُ مَا جَاءَ فِي كَرَاهِيَةِ nindex.php?page=treesubj&link=23592الِاحْتِبَاءِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ ) قَالَ الْجَزَرِيُّ فِي النِّهَايَةِ : الِاحْتِبَاءُ هُوَ أَنْ يَضُمَّ الْإِنْسَانُ رِجْلَيْهِ إِلَى بَطْنِهِ بِثَوْبٍ يَجْمَعُهُمَا بِهِ مَعَ ظَهْرِهِ وَيَشُدَّهُ عَلَيْهَا ، وَقَدْ يَكُونُ الِاحْتِبَاءُ بِالْيَدَيْنِ عِوَضَ الثَّوْبِ يُقَالُ : احْتَبَى يَحْتَبِي احْتِبَاءً ، وَالِاسْمُ الْحُبْوَةُ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ وَالْجَمْعُ حِبًا وَحُبًا .

قَوْلُهُ : ( وَالْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ) ، الْخُوَارَزْمِيُّ نَزِيلُ بَغْدَادَ ، أَحَدُ الْحُفَّاظِ الْأَعْلَامِ ، رَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِي nindex.php?page=showalam&ids=14724وَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَغَيْرِهِمَا ، وَرَوَى عَنْهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ ، وَلَزِمَ ابْنَ مَعِينٍ وَأَخَذَ عَنْهُ الْجَرْحَ وَالتَّعْدِيلَ ، وَثَّقَهُ nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ مَاتَ سَنَةَ 271 إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ ، ( قَالَا : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِي ) اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمَكِّيُّ أَصْلُهُ مِنَ الْبَصْرَةِ وَالْأَهْوَازِ ، ثِقَةٌ فَاضِلٌ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ نَيِّفًا وَسَبْعِينَ سَنَةً ، مِنَ التَّاسِعَةِ ، وَهُوَ مِنْ كِبَارِ شُيُوخِ nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ ، ( عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=15986سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ ) الْخُزَاعِيِّ مَوْلَاهُمُ الْمِصْرِيُّ ، ثِقَةٌ ثَبْتٌ وَاسْمُ أَبِي أَيُّوبَ مِقْلَاصٌ ، ( قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو مَرْحُومٍ ) اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مَيْمُونٍ الْمَدَنِيُّ ، نَزِيلُ مِصْرَ ، قَالَ الْحَافِظُ : صَدُوقٌ زَاهِدٌ مِنَ السَّادِسَةِ ( عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ ) بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ .

[ ص: 37 ] قَوْلُهُ : ( نَهَى عَنِ الْحَبْوَةِ ) قَالَ فِي الْقَامُوسِ : احْتَبَى بِالثَّوْبِ اشْتَمَلَ ، أَوْ جَمَعَ بَيْنَ ظَهْرِهِ وَسَاقَيْهِ بِعِمَامَةٍ وَنَحْوِهَا ، وَالِاسْمُ الْحَبْوَةُ وَيُضَمُّ ، انْتَهَى .

( يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ ) ، قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=14228الْخَطَّابِيُّ : إِنَّمَا نَهَى عَنْ الِاحْتِبَاءِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ؛ لِأَنَّهُ يَجْلِبُ النَّوْمَ وَيُعَرِّضُ طَهَارَتَهُ لِلِانْتِقَاضِ ، وَقَدْ وَرَدَ النَّهْيُ عَنْ الِاحْتِبَاءِ مُطْلَقًا غَيْرَ مُقَيَّدٍ بِحَالِ الْخُطْبَةِ وَلَا بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ ؛ لِأَنَّهُ مَظِنَّةٌ لِانْكِشَافِ عَوْرَةِ مَنْ كَانَ عَلَيْهِ ثَوْبٌ وَاحِدٌ .

قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ) وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ . قَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْلِ : فِي سَنَدِهِ سَهْلُ بْنُ مُعَاذٍ ، وَقَدْ ضَعَّفَهُ nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَتَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ ، وَفِي سَنَدِهِ أَيْضًا أَبُو مَرْحُومٍ ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ . وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=11970أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ : لَا يُحْتَجُّ بِهِ ، قَالَ : وَفِي الْبَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ قَالَ : nindex.php?page=hadith&LINKID=751672نَهَى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ الِاحْتِبَاءِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، يَعْنِي وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ ، وَفِي إِسْنَادِهِ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَهُوَ مُدَلِّسٌ وَقَدْ رَوَاهُ بِالْعَنْعَنَةِ عَنْ شَيْخِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاقِدٍ ، قَالَ الْعِرَاقِيُّ : لَعَلَّهُ مِنْ شُيُوخِهِ الْمَجْهُولِينَ ، عَنْ جَابِرٍ عِنْدَ nindex.php?page=showalam&ids=13357ابْنِ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ ، وَفِي إِسْنَادِهِ nindex.php?page=showalam&ids=16468عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ ، وَهُوَ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ كَمَا قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ .

قَوْلُهُ : ( وَقَدْ كَرِهَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ nindex.php?page=treesubj&link=23592الْحَبْوَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ ) . قَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ : لَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّ أَحَدًا كَرِهَهَا إِلَّا nindex.php?page=showalam&ids=16294عُبَادَةَ بْنَ نُسَيٍّ ، انْتَهَى .

قَالَ الْعِرَاقِيُّ : وَوَرَدَ عَنْ مَكْحُولٍ nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٍ وَالْحَسَنِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَحْتَبُوا وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ . رَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي الْمُصَنَّفِ ، قَالَ : وَلَكِنَّهُ قَدِ اخْتُلِفَ عَنِ الثَّلَاثَةِ فَنُقِلَ عَنْهُمُ الْقَوْلُ بِالْكَرَاهَةِ وَنُقِلَ عَنْهُمْ عَدَمُهَا ؛ وَاسْتَدَلُّوا بِأَحَادِيثِ الْبَابِ .

قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : وَهِيَ تُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضًا ( وَرَخَّصَ فِي ذَلِكَ بَعْضُهُمْ إلخ ) قَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ : وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَحْتَبِي وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ ، nindex.php?page=showalam&ids=9وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَشُرَيْحٌ nindex.php?page=showalam&ids=10031وَصَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ nindex.php?page=showalam&ids=15990وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ nindex.php?page=showalam&ids=12354وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ وَمَكْحُولٌ nindex.php?page=showalam&ids=12436وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ وَنُعَيْمُ بْنُ سَلَامَةَ قَالَ : لَا بَأْسَ بِهَا ، انْتَهَى .

وَذَهَبَ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ كَمَا قَالَ الْعِرَاقِيُّ إِلَى عَدَمِ الْكَرَاهَةِ وَاسْتَدَلُّوا بِمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ [ ص: 38 ] يَعْلَى بْنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ : شَهِدْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَتْحَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَجَمَعَ بِنَا ، فَإِذَا جُلُّ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَرَأَيْتُهُمْ مُحْتَبِينَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ . وَسَكَتَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ nindex.php?page=showalam&ids=16383وَالْمُنْذِرِيُّ .

قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : وَفِي إِسْنَادِهِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ وَفِيهِ لِينٌ ، وَقَدْ وَثَّقَهُ nindex.php?page=showalam&ids=13053ابْنُ حِبَّانَ ، وَأَجَابُوا عَنْ أَحَادِيثِ الْبَابِ بِأَنَّهَا كُلَّهَا ضَعِيفَةٌ ، وَإِنْ كَانَ التِّرْمِذِيُّ قَدْ حَسَّنَ حَدِيثَ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ وَسَكَتَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ .

قُلْت : أَحَادِيثُ الْبَابِ وَإِنْ كَانَتْ ضَعِيفَةً لَكِنْ يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضًا ، وَلَا يُشَكُّ فِي أَنَّ الْحَبْوَةَ جَالِبَةٌ لِلنَّوْمِ ، فَالْأَوْلَى أَنْ يُحْتَرَزَ عَنْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي حَالِ الْخُطْبَةِ ، هَذَا مَا عِنْدِي ، وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .