[ تحري الرسول عن نقض كعب  للعهد    ] 
فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر وإلى المسلمين ، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم  سعد بن معاذ بن النعمان  ، وهو يومئذ سيد الأوس  ،  وسعد بن عبادة بن دليم  ، أحد بني ساعدة بن كعب بن الخزرج  وهو يومئذ سيد الخزرج  ومعهما عبد الله بن رواحة  ، أخو بني الحارث بن الخزرج  ،  وخوات بن جبير  ، أخو بني عمرو بن عوف    . فقال   [ ص: 222 ]   : انطلقوا حتى تنظروا ، أحق ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا ؟ فإن كان حقا فالحنوا لي لحنا أعرفه ، ولا تفتوا في أعضاد الناس وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس قال : فخرجوا حتى أتوهم ، فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم ، ( فيما ) نالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : من رسول الله ؟ لا عهد بيننا وبين محمد  ولا عقد . فشاتمهم  سعد بن معاذ  وشاتموه ، وكان رجلا فيه حدة ، فقال له سعد بن عبادة    : دع عنك مشاتمتهم ، فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة . ثم أقبل سعد  وسعد  ومن معهما ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسلموا عليه ، ثم قالوا : عضل  والقارة  ؛ أي كغدر عضل  والقارة  بأصحاب الرجيع  ، خبيب  وأصحابه ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أكبر ، أبشروا يا معشر المسلمين 
				
						
						
