[ هم الرسول بعقد الصلح بينه وبين غطفان  ثم عدل    ] 
فلما اشتد على الناس البلاء ، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما حدثني  عاصم بن عمر بن قتادة  ومن لا أتهم ، عن  محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري  ، إلى عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر  ، وإلى الحارث بن عوف بن أبي حارثة المري  ، وهما قائدا غطفان  ، فأعطاهما ثلث ثمار المدينة  على أن يرجعا بمن معهما عنه وعن أصحابه ، فجرى بينه وبينهما الصلح ، حتى كتبوا الكتاب ولم تقع الشهادة ولا عزيمة الصلح ، إلا المراوضة في ذلك . فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل ، بعث إلى  سعد بن معاذ   وسعد بن عبادة  ، فذكر ذلك لهما ، واستشارهما فيه ، فقالا له : يا رسول الله ، أمرا نحبه فنصنعه ، أم شيئا أمرك الله به ، لا بد لنا من العمل به ، أم شيئا تصنعه لنا ؟ قال : بل شيء أصنعه لكم ، والله ما أصنع ذلك إلا لأنني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة ، وكالبوكم من كل جانب ، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمر ما ، فقال له  سعد بن معاذ    : يا رسول الله ، قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان ، لا نعبد الله ولا نعرفه ، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها تمرة إلا قرى أو بيعا ، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبه ، نعطيهم أموالنا ( والله ) ما لنا بهذا من حاجة ، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكم الله بيننا وبينهم ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فأنت وذاك . فتناول  سعد بن معاذ  الصحيفة ، فمحا ما فيها من الكتاب ، ثم قال : ليجهدوا علينا 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					