أمر وفد ثقيف  وإسلامها  
 [ في شهر رمضان سنة تسع ] 
  [ إسلام عروة بن مسعود  ورجوعه إلى قومه ] 
قال ابن إسحاق    : وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة  من تبوك  في رمضان ، وقدم عليه في ذلك الشهر وفد ثقيف    . 
وكان من حديثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انصرف عنهم ، اتبع أثره عروة بن مسعود الثقفي  ، حتى أدركه قبل أن يصل إلى المدينة  ، فأسلم وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما يتحدث قومه : إنهم قاتلوك ، : وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن فيهم نخوة الامتناع الذي كان منهم ، فقال عروة    : يا رسول الله أنا أحب إليهم من أبكارهم 
قال ابن هشام    : ويقال : في أبصارهم .   [ ص: 538 ] 
  [ دعاؤه للإسلام ومقتله ] 
قال ابن إسحاق    : وكان فيهم كذلك محببا مطاعا ، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام رجاء أن لا يخالفوه ، لمنزلته فيهم ؛ فلما أشرف لهم على علية له ، وقد دعاهم إلى الإسلام ، وأظهر لهم دينه ، رموه بالنبل من كل وجه ، فأصابه سهم فقتله ، فتزعم بنو مالك  أنه قتله رجل منهم ، يقال له أوس بن عوف  ، أخو بني سالم بن مالك  ، وتزعم الأحلاف  أنه قتله رجل منهم ، من بني عتاب بن مالك  ، يقال له وهب بن جابر  ، فقيل لعروة    : ما ترى في دمك ؟ قال : كرامة أكرمني الله بها ، وشهادة ساقها الله إلي ، فليس في إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرتحل عنكم ، فادفنوني معهم ، فدفنوه معهم ، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه : إن مثله في قومه لكمثل صاحب ياسين  في قومه 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					