[ كتاب الرسول إلى خالد يأمره بالمجيء    ] 
فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم : بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد  النبي رسول الله إلى خالد بن الوليد    . سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو . أما بعد ، فإن كتابك جاءني مع رسولك تخبر أن بني الحارث بن كعب قد أسلموا قبل أن تقاتلهم ، وأجابوا إلى ما دعوتهم إليه من الإسلام ، وشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا  عبد الله ورسوله ، وأن قد هداهم الله بهداه ، فبشرهم وأنذرهم ، وأقبل وليقبل معك وفدهم ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته   . 
  [ قدوم خالد  مع وفدهم على الرسول ] 
فأقبل خالد  إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقبل معه وفد بني الحارث بن كعب  ، منهم قيس بن الحصين ذي الغصة  ، ويزيد بن عبد المدان  ، ويزيد بن المحجل  ، وعبد الله بن قراد الزيادي  ؛ وشداد بن عبد الله القناني  ، وعمرو بن عبد الله الضبابي   [ ص: 594 ]   . 
  [ حديث وفدهم مع الرسول ] 
فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآهم ، قال : من هؤلاء القوم الذين كأنهم رجال الهند   ، قيل : يا رسول الله ، هؤلاء رجال بني الحارث بن كعب  ؛ فلما وقفوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلموا عليه ، وقالوا : نشهد أنك رسول الله ، وأنه لا إله إلا الله ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنتم الذين إذا زجروا استقدموا ، فسكتوا ، فلم يراجعه منهم أحد ، ثم أعادها الثانية ، فلم يراجعه منهم أحد ، ثم أعادها الثالثة ، فلم يراجعه منهم أحد ، ثم أعادها الرابعة ، فقال يزيد بن عبد المدان    : نعم ، يا رسول الله ، نحن الذين إذا زجروا استقدموا ، قالها أربع مرار ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أن خالدا  لم يكتب إلي أنكم أسلمتم ولم تقاتلوا ، لألقيت رءوسكم تحت أقدامكم ؛ فقال يزيد بن عبد المدان    : أما والله ما حمدناك ولا حمدنا خالدا  ، قال : فمن حمدتم ؟ قالوا : حمدنا الله عز وجل الذي هدانا بك يا رسول الله ؛ قال : صدقتم . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بم كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية ؟ قالوا : لم نكن نغلب أحدا ؛ قال : بلى ، قد كنتم تغلبون من قاتلكم ؛ قالوا : كنا نغلب من قاتلنا يا رسول الله إنا كنا نجتمع ولا نفترق ، ولا نبدأ أحدا بظلم ، قال : صدقتم وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني الحارث بن كعب  قيس بن الحصين    . فرجع وفد بني الحارث  إلى قومهم في بقية من شوال ، أو في صدر ذي القعدة ، فلم يمكثوا بعد أن رجعوا إلى قومهم إلا أربعة أشهر ، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورحم وبارك ، ورضي وأنعم   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					