خروج الحبشة  على النجاشي  
قال ابن إسحاق    : وحدثني  جعفر بن محمد  ، عن أبيه ، قال : اجتمعت الحبشة   [ ص: 341 ] فقالوا  للنجاشي    : إنك قد فارقت ديننا وخرجوا عليه . فأرسل إلى جعفر  وأصحابه ، فهيأ لهم سفنا وقال : اركبوا فيها وكونوا كما أنتم ، فإن هزمت فامضوا حتى تلحقوا بحيث شئتم ، وإن ظفرت فاثبتوا . ثم عمد إلى كتاب فكتب فيه : هو يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا  عبده ورسوله ، ويشهد أن عيسى ابن مريم  عبده ورسوله وروحه ، وكلمته ألقاها إلى مريم ؛ ثم جعله في قبائه عند المنكب الأيمن ، وخرج إلى الحبشة  ، وصفوا له ، فقال : يا معشر الحبشة  ، ألست أحق الناس بكم ؟ قالوا : بلى ؛ قال : فكيف رأيتم سيرتي فيكم ؟ قالوا : خير سيرة ، قال : فما بالكم ؟ قالوا : فارقت ديننا ، وزعمت أن عيسى  عبد ؛ قال : فما تقولون أنتم في عيسى  ؟ قالوا : نقول هو ابن الله ؛ 
فقال النجاشي  ، ووضع يده على صدره على قبائه : هو يشهد أن عيسى  بن مريم ، لم يزد على هذا شيئا ، وإنما يعني ما كتب ، فرضوا وانصرفوا ( عنه ) . 
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلما مات النجاشي  صلى عليه ، واستغفر له 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					