إسلام إياس بن معاذ  وقصة أبي الحيسر   
قال ابن إسحاق    : وحدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ  ، عن محمود بن لبيد  ، قال : لما قدم أبو الحيسر  ، أنس بن رافع  ، مكة  ومعه فتية من بني عبد الأشهل  ، فيهم إياس بن معاذ  ، يلتمسون الحلف من قريش  على قومهم من الخزرج  ، سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتاهم فجلس إليهم ، فقال لهم : هل لكم في خير مما جئتم له ؟ فقالوا له : وما ذاك ؟ قال : أنا رسول الله بعثني إلى العباد ، أدعوهم إلى أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا ، وأنزل علي الكتاب 
قال : ثم ذكر لهم الإسلام ، وتلا عليهم القرآن . قال : فقال إياس   [ ص: 428 ] بن معاذ  ، وكان غلاما حدثا : أي قوم ، هذا والله خير مما جئتم له قال : فيأخذ أبو الحيسر  ، أنس بن رافع  ، حفنة من تراب البطحاء  ، فضرب بها وجه إياس بن معاذ  ، وقال : دعنا منك ، فلعمري لقد جئنا لغير هذا . قال : فصمت إياس  ، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ، وانصرفوا إلى المدينة  ، وكانت وقعة بعاث  بين الأوس  والخزرج    . قال : ثم لم يلبث إياس بن معاذ  أن هلك 
قال محمود بن لبيد    : فأخبرني من حضره من قومه عند موته : أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله تعالى ويكبره ويحمده ويسبحه حتى مات ، فما كانوا يشكون أن قد مات مسلما ، لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس ، حين سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمع . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					