[ بناء مسجد قباء     ] 
قال ابن إسحاق    : فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء  ، في بني عمرو بن عوف  ، يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس ، وأسس مسجده 
  [ خروجه صلى الله عليه وسلم من قباء  وسفره إلى المدينة     ] 
ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة . وبنو عمرو بن عوف  يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك ، فالله أعلم أي ذلك كان . فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة في بني سالم بن عوف  ، فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي ، وادي رانوناء  ، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة    . 
  [ اعتراض القبائل له صلى الله عليه وسلم تبغي نزوله عندها    ] 
فأتاه عتبان بن مالك  ، وعباس بن عبادة بن نضلة  في رجال من بني سالم بن عوف  ، فقالوا : يا رسول الله . أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة ، قال : خلوا سبيلها ، فإنها مأمورة لناقته : فخلوا سبيلها ، فانطلقت حتى إذا وازنت دار بني بياضة  ، تلقاه زياد بن لبيد  ، وفروة بن عمرو  ، في رجال من بني بياضة   [ ص: 495 ] فقالوا : يا رسول الله : هلم إلينا ، إلى العدد والعدة والمنعة ؛ قال : خلوا سبيلها فإنها مأمورة فخلوا سبيلها . 
فانطلقت ، حتى إذا مرت بدار بني ساعدة  ، اعترضه سعد بن عبادة  ، والمنذر بن عمرو  ، في رجال من بني ساعدة  ، فقالوا : يا رسول الله ، هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة ؛ قال : خلوا سبيلها ، فإنها مأمورة فخلوا سبيلها ، فانطلقت ، حتى إذا وازنت دار بني الحارث بن الخزرج  ، اعترضه  سعد بن الربيع  ،  وخارجة بن زيد  ،  وعبد الله بن رواحة   ، في رجال من بني الحارث بن الخزرج  فقالوا : يا رسول الله هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة قال : خلوا سبيلها ، فإنها مأمورة فخلوا سبيلها . 
فانطلقت ، حتى إذا مرت بدار بني عدي بن النجار  ، وهم أخواله دنيا - أم عبد المطلب ، سلمى بنت عمرو  ، إحدى نسائهم - اعترضه سليط بن قيس  ، وأبو سليط ، أسيرة بن أبي خارجة  ، في رجال من بني عدي بن النجار  ، فقالوا : يا رسول الله ، هلم إلى أخوالك ، إلى العدد والعدة والمنعة ، قال : خلوا سبيلها فإنها مأمورة فخلوا سبيلها ، فانطلقت . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					