[ كفالة جريج الراهب لمريم    ] 
قال ابن إسحاق    : كفلها هاهنا جريج الراهب  ، رجل من بني إسرائيل  نجار ، خرج السهم عليه بحملها ، فحملها ، وكان زكريا  قد كفلها قبل ذلك ، فأصابت بني إسرائيل  أزمة شديدة ، فعجز زكريا  عن حملها ، فاستهموا عليها أيهم يكفلها فخرج السهم على جريج الراهب  بكفولها فكفلها . وما كنت لديهم إذ يختصمون  أي ما كنت معهم إذ يختصمون فيها . يخبره بخفي ما كتموا منه من العلم عندهم ، لتحقيق نبوته والحجة عليهم بما يأتيهم به مما أخفوا منه . 
ثم قال : إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم  أي هكذا كان أمره ، لا كما تقولون فيه وجيها في الدنيا والآخرة  أي عند الله ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين  يخبرهم بحالاته التي يتقلب فيها في عمره ، كتقلب بني آدم في أعمارهم ، صغارا وكبارا ، إلا أن الله خصه بالكلام في مهده آية لنبوته ، وتعريفا للعباد بمواقع قدرته . قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر ؟ قال كذلك الله يخلق ما يشاء  أي يصنع ما أراد ، ويخلق ما يشاء من بشر أو غير بشر إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن  مما يشاء وكيف شاء ، فيكون كما أراد . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					