[ ص: 439 ] ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين 
وفيها افتتح مسلمة بن عبد الملك  حصونا كثيرة من بلاد الروم;  منها حصن الحديد ،  وغزالة ،  وماسة ،  وغير ذلك ، وفيها غزا العباس بن الوليد  ففتح سبسطية ،  وفيها غزا مروان بن الوليد  الروم حتى بلغ خنجرة     . 
وفيها كتب خوارزم شاه  إلى قتيبة  يدعوه إلى الصلح ، وأن يعطيه من بلاده مدائن ، وأن يدفع إليه أموالا ورقيقا كثيرا على أن يقاتل أخاه ، ويسلمه إليه ، فإنه قد أفسد في الأرض وبغى على الناس ، وعسفهم ، وكان أخوه هذا لا يسمع بشيء حسن عند أحد إلا بعث إليه فأخذه منه ، سواء كان مالا أو نساء أو صبيانا أو دواب أو غيره ، فأقبل قتيبة  نصره الله في الجيوش فسلم إليه خوارزم شاه  ما صالحه عليه ، وبعث قتيبة  إلى بلاد أخي خوارزم شاه  جيشا ، فقتلوا منهم خلقا كثيرا وأسروا أخاه ومعه أربعة آلاف أسير ، فدفع أخاه إليه وأمر قتيبة  بالأسارى فضربت أعناقهم بحضرته; قتل ألفا بين يديه ، وألفا عن يمينه ، وألفا عن شماله ، وألفا من وراء ظهره; ليرهب بذلك الأعداء من الأتراك وغيرهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					