[ ص: 17 ] خلافة  هشام بن عبد الملك بن مروان   
بويع له بالخلافة يوم الجمعة بعد موت أخيه لخمس بقين من شعبان من هذه السنة - أعني سنة خمس ومائة - وله من العمر أربع وثلاثون سنة وأشهر ; لأنه ولد لما قتل أبوه عبد الملك  ، مصعب بن الزبير  في سنة ثنتين وسبعين ، فسماه منصورا  تفاؤلا ، ثم قدم فوجد أمه قد أسمته باسم أبيها هشام  فأقره . 
قال الواقدي    : أتته الخلافة وهو بالزيتونة  في منزل له ، فجاءه البريد بالعصا والخاتم ، فسلم عليه بالخلافة ، فركب من الرصافة  حتى أتى دمشق  ، فقام بأمر الخلافة أتم القيام ، فعزل في شوال منها عن إمرة العراق  وخراسان  عمر بن هبيرة  وولى عليها  خالد بن عبد الله القسري  وقيل : إنه استعمله على العراق  في سنة ست ومائة . والمشهور الأول . 
وحج بالناس فيها إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي  خال أمير المؤمنين ، أخو أمه عائشة بنت هشام بن إسماعيل  ولم تلد من عبد الملك  سواه حتى طلقها ; لأنها كانت حمقاء . 
وفيها قوي أمر دعوة بني العباس  في السر بأرض العراق  وحصل لدعاتهم أموال جزيلة يستعينون بها على أمرهم وما هم بصدده . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					