[ ص: 558 ] ثم دخلت سنة ثنتين وستين ومائتين 
 فيها قدم يعقوب بن الليث  في جحافل فدخل واسط  قهرا  ، فخرج الخليفة المعتمد  بنفسه من سامرا  لقتاله ، فتوسط بين بغداد  وواسط ،  فانتدب له أبو أحمد الموفق بالله  أخو الخليفة ، في جيش عظيم على ميمنته موسى بن بغا ،  وعلى ميسرته مسرور البلخي ،  فاقتتلوا في رجب من هذه السنة أياما قتالا عظيما هائلا ، ثم كانت الغلبة على يعقوب  وأصحابه ، وذلك يوم عيد الشعانين . فقتل منهم خلق كثيرون ، وغنم منهم أبو أحمد  شيئا كثيرا من الذهب والفضة والمسك والدواب . ويقال : إنهم وجدوا في جيش يعقوب  هذا رايات عليها صلبان . ثم انصرف المعتمد  إلى المدائن  ورد محمد بن طاهر  إلى نيابة بغداد  وأمر له بخمسمائة ألف درهم . 
وفيها غلب يعقوب بن الليث  على بلاد فارس  وهرب ابن واصل  منها . 
وفيها كانت حروب كثيرة بين صاحب الزنج  وجيش الخليفة .  
وفيها ولي القضاء علي بن محمد بن أبي الشوارب    . 
وفيها جمع للقاضي إسماعيل بن إسحاق  قضاء جانبي بغداد    . 
وفيها حج بالناس الفضل بن إسحاق العباسي    . 
 [ ص: 559 ] قال ابن جرير    : وفيها وقع بين الحناطين والجزارين بمكة ،  فاقتتلوا يوم التروية أو قبله بيوم ، فقتل منهم سبعة عشر نفسا ، وخاف الناس أن يفوتهم الحج بسببهم ، ثم توادعوا إلى ما بعد الحج . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					