[ ص: 191 ] ثم دخلت سنة تسع وتسعين وأربعمائة 
في المحرم منها ادعى رجل النبوة بنواحي نهاوند   وسمى أربعة من أصحابه أبا بكر  وعمر  وعثمان  وعليا ،  فاتبعه على ضلاله خلق من الجهلة الرعاع وباعوا أملاكهم ودفعوا أثمانها إليه ، وكان كريما يعطي من قصده ما عنده ، ثم إنه قتل بتلك الناحية ، لعنه الله . 
ورام رجل آخر من ولد ألب أرسلان  بتلك الناحية الملك فلم يتم أمره ؛ بل قبض عليه في أقل من شهرين ، وكانوا يقولون ادعى رجل النبوة وآخر الملك فما كان بأسرع من زوالهما . 
وفي رجب منها زادت دجلة  زيادة عظيمة ; فأتلفت شيئا كثيرا من الغلات وغرقت دور كثيرة ببغداد ،  وفيها كسر طغتكين  أتابك العساكر بدمشق  الفرنج ،  وعاد منصورا إلى دمشق ،  وزينت البلد سبعة أيام سرورا بكسرة الفرنج    . وفي رمضانها حاصر الملك  رضوان بن تتش  صاحب حلب  مدينة نصيبين    . 
وفيها ورد بغداد  ملك من ملوك الملثمين وصحبته رجل يقال له : الفقيه ،  فوعظ الناس في جامع القصر  وهو ملثم ، ثم عاد إلى مصر ،  وله حروب كثيرة مع الفرنج  واستشهد في بعضها . 
وحج بالناس في هذه السنة من العراق  رجل من قرائب الأمير سيف الدولة صدقة    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					