وممن توفي فيها من الأعيان :
علي بن عساكر
بن المرحب بن العوام ، أبو الحسن البطائحي المقرئ اللغوي ، سمع الحديث وأسمعه ، وكان حسن المعرفة بالنحو واللغة ، ووقف كتبه بمسجد ابن جردة ببغداد ، وكانت وفاته في شعبان وقد نيف على الثمانين رحمه الله .
[ ص: 521 ] محمد بن عبد الله
بن القاسم ، أبو الفضل ، قاضي القضاة بدمشق ، كمال الدين الشهرزوري ، الموصلي ، وله بها مدرسة على الشافعية ، وأخرى بنصيبين ، وكان فاضلا دينا أمينا ثقة ورعا ، ولي القضاء بدمشق لنور الدين محمود بن زنكي ، واستوزره أيضا فيما حكاه ابن الساعي قال : وكان يبعثه في الرسائل ، كتب مرة على أعلى قصة إلى الخليفة المقتفي : محمد بن عبد الله الرسول ، فكتب الخليفة تحت ذلك : صلى الله عليه وسلم . قلت : وقد فوض إليه نور الدين نظر الجامع ودار الضرب ، وعمر له المارستان والمدارس ، وغير ذلك من الأمور المهمات ، وكانت وفاته ، رحمه الله تعالى ، في المحرم من هذه السنة بدمشق .
الخطيب شمس الدين
بن الوزير أبو المضاء ، خطيب الديار المصرية ، وابن وزيرها ، كان أول من خطب بديار مصر للخليفة المستضيء بأمر الله العباسي ، بأمر الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ، ثم حظي عنده حتى جعله سفيرا بينه وبين الملوك والخلفاء ، وكان رئيسا مطاعا كريما ممدحا ، يترامى عليه الشعراء والأدباء . ثم جعل مكانه في السفارة وأداء الرسائل ضياء الدين ابن قاضي القضاة الشهرزوري المتقدم بمرسوم سلطاني ، وكانت وظيفة مقررة .


