وممن توفي فيها من الأعيان : 
الشيخ الصالح بقية السلف برهان الدين أبو إسحاق  بن الشيخ صفي الدين أبي الفدا إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن علوي بن الرضي الحنفي 
 إمام العزية بالكشك . وسمع من جماعة منهم الكندي  وابن الحرستاني ،  ولكن لم يظهر سماعه منهما إلا بعد وفاته ، وقد أجاز له أبو جعفر الصيدلاني   وعفيفة الفارقانية  وابن المنادي ،  وكان رجلا صالحا محبا لإسماع الحديث كثير البر بالطلبة له ، وقد قرأ عليه الحافظ جمال الدين المزي    " معجم  الطبراني  الكبير " ، وسمعه منه بقراءة  الحافظ البرزالي  وجماعة كثيرون . وكان مولده في سنة تسع وتسعين وخمسمائة ، وتوفي يوم الأحد سابع صفر ، وهو اليوم الذي قدم فيه الحجاج  إلى دمشق  من الحجاز ،  وكان هو معهم ، فمات بعد استقراره بدمشق    . 
القاضي أمين الدين الأشتري أبو العباس  أحمد بن شمس الدين أبي   [ ص: 587 ] بكر عبد الله بن محمد بن عبد الجبار بن طلحة الحلبي 
 المعروف بالأشتري ، الشافعي المحدث ، سمع الكثير وحصل ، ووقف أجزاء بدار الحديث الأشرفية . توفي بالخانقاه الأندلسية  يوم الخميس الرابع والعشرين من ربيع الأول عن ست وستين سنة ، وكان الشيخ محيي الدين النووي  يثنى عليه ويرسل إليه الصبيان ليقرءوا عليه في بيته; لأمانته عنده وصيانته وديانته . 
الشيخ برهان الدين أبو الثناء  محمود بن عبد الله بن عبد الرحمن المراغي الشافعي 
 مدرس الفلكية ، كان فاضلا بارعا ، عرض عليه القضاء فلم يقبل ، توفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الآخر عن ست وسبعين سنة ، وسمع الحديث وأسمعه ، ودرس بعده بالفلكية القاضي بهاء الدين بن الزكي    . 
القاضي الإمام العلامة شيخ القراء زين الدين  أبو محمد عبد السلام بن علي بن عمر الزواوي المالكي  
قاضي قضاة المالكية بدمشق ،  وهو أول من باشر القضاء بها ، وعزل نفسه عنه تورعا وزهادة ، واستمر بلا ولاية ثمان سنين ، ثم كانت وفاته ليلة الثلاثاء ثامن رجب منها عن ثلاث وثمانين سنة ، وقد سمع الحديث ، واشتغل على السخاوي  وابن الحاجب    . 
الشيخ صلاح الدين محمد بن القاضي  شمس الدين علي بن محمود بن   [ ص: 588 ] علي الشهرزوري  
مدرس القيمرية وابن مدرسها ، توفي في أواخر رجب ، وتوفي أخوه شرف الدين  بعده بشهر ، ودرس بالقيمرية بعد الصلاح المذكور القاضي بدر الدين بن جماعة    . 
ابن خلكان قاضي القضاة شمس الدين  أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان الإربلي الشافعي  
أحد الأئمة الفضلاء ، والسادة العلماء ، والصدور الرؤساء ، وهو أول من جدد في أيامه قضاء القضاة من سائر المذاهب ، فاستقلوا بالأحكام بعدما كانوا نوابا له ، وقد كان المنصب بينه وبين ابن الصائغ  دولا; يعزل هذا تارة ويولى هذا ، ويعزل هذا ويولى هذا ، وقد درس ابن خلكان  في عدة مدارس لم تجمع لغيره ، ولم يبق معه في آخر وقته سوى الأمينية ، وبيد ابنه كمال الدين موسى  النجيبية . توفي ابن خلكان  بالمدرسة النجيبية المذكورة بإيوانها يوم السبت آخر النهار ، في السادس والعشرين من رجب ، ودفن من الغد بسفح قاسيون  عن ثلاث وسبعين سنة ، وقد كان ينظم نظما حسنا رائقا ، وقد كانت محاضرته في غاية الحسن ، وله التاريخ المفيد الذي رسمه " بوفيات الأعيان " من أبدع المصنفات . والله سبحانه أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					