كلام الرب تعالى مع نوح ،  عليه السلام ، وسؤاله إياه عن البلاغ  
كما قال الله تعالى : فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين    [ الأعراف : 6 ] . 
وقال الإمام أحمد    : حدثنا  وكيع ،  عن الأعمش ،  عن أبي صالح ،  عن أبي سعيد ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يدعى نوح ،  عليه السلام ، يوم القيامة ، فيقال له : هل بلغت؟ فيقول : نعم . فيدعى قومه ، فيقال : هل بلغكم؟ فيقولون : ما أتانا من نذير " أو : " ما أتانا من أحد " . قال : " فيقال لنوح    : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد  وأمته " . قال : " فذلك قوله : وكذلك جعلنكم أمة وسطا    [ البقرة : 143 ] . قال : " والوسط العدل " ، قال : " فيدعون ، فيشهدون له بالبلاغ " . قال : " ثم أشهد عليكم   " . 
وهكذا رواه  البخاري ،   والترمذي ،   والنسائي ،  من طرق عن الأعمش ،  به ، وقال الترمذي    : حسن صحيح . 
 [ ص: 485 ] وقد رواه الإمام أحمد ،  بلفظ أعم من هذا ، فقال : حدثنا أبو معاوية ،  حدثنا الأعمش ،  عن أبي صالح ،  عن أبي سعيد ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجل ، والنبي ومعه الرجلان ، وأكثر من ذلك ، فيدعى قومه ، فيقال لهم : هل بلغكم هذا؟ فيقولون : لا . فيقال له : هل بلغت قومك؟ فيقول : نعم . فيقال له : من يشهد لك؟ فيقول : محمد  وأمته . فيدعى وأمته ، فيقال لهم : هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون : نعم . فيقال : وما علمكم؟ فيقولون : جاءنا نبينا ، فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا . فذلك قوله : وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس  قال : يقول : " عدلا ، لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا    [ البقرة : 143 ] . وهكذا رواه ابن ماجه ،  عن أبي كريب ،   وأحمد بن سنان ،  كلاهما عن أبي معاوية    . 
قلت : ومضمون هذا أن هذه الأمة يوم القيامة يكونون عدولا عند سائر الأمم والأنبياء ، ولهذا يستشهد بهم سائر الأنبياء على أممهم ، ولولا اعتراف أممهم بشرف هذه الأمة لما حصل إلزامهم بشهادتهم . 
وفي حديث بهز بن حكيم ،  عن أبيه ، عن جده معاوية بن حيدة ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها ، وأكرمها على الله عز وجل   " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					