[ ص: 294 ] صفة الكوثر ، وهو أشهر أنهار الجنة سقانا الله منه بمنه وكرمه  
قال الله تعالى : إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر    [ الكوثر : 1 - 3 ] . 
وثبت في صحيح مسلم    " من حديث  محمد بن فضيل   وعلي بن مسهر ،  كلاهما عن المختار بن فلفل  ، عن أنس  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت عليه هذه السورة قال : " أتدرون ما الكوثر ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " هو نهر وعدنيه ربي ، عز وجل ، عليه خير كثير " . 
وفي " الصحيحين " من حديث شيبان ،  عن قتادة ،  عن أنس  ، في حديث المعراج ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاكه الله ، عز وجل   " . 
ورواه أحمد ،  عن ابن أبي عدي ،  عن حميد  ، عن أنس  به . وفي رواية : " فضربت بيدي إلى ما يجري فيه الماء ، فإذا مسك أذفر   " . 
 [ ص: 295 ] ولهذا الحديث طرق كثيرة عن أنس  وغيره من الصحابة ، وألفاظ متعددة . فقال أحمد    : حدثنا  محمد بن فضيل  ، عن المختار بن فلفل  ، عن أنس ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الكوثر نهر في الجنة وعدنيه ربي عز وجل   " . 
ورواه مسلم ،  عن أبي كريب ،  عن ابن فضيل  به . 
وقال أحمد    : حدثنا عبد الصمد ،  حدثنا حماد  ، عن ثابت  ، عن أنس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت الكوثر  ، فإذا هو نهر يجري على وجه الأرض ، حافتاه قباب اللؤلؤ ، ليس مشقوقا ، فضربت بيدي إلى تربته ، فإذا مسكة ذفرة ، وإذا حصباؤه اللؤلؤ   " . 
وقال أحمد    : حدثنا سليمان بن داود الهاشمي ،  أخبرنا إبراهيم بن سعد  ، حدثني  محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي ابن شهاب  ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك  قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكوثر ، فقال : " هو نهر أعطانيه الله في الجنة ، ترابه مسك ، ماؤه أبيض من اللبن وأحلى من العسل ، ترده طير أعناقها مثل أعناق الجزر " . قال : فقال أبو بكر    : يا رسول الله ، إنها لناعمة . فقال :   [ ص: 296 ]   " آكلها أنعم منها   " . 
وقال  الحاكم    : أنبأنا الأصم ،  حدثنا إبراهيم بن منقذ  ، حدثنا إدريس بن يحيى ،  حدثني الفضل بن المختار ،  عن عبيد الله بن موهب  ، عن عصمة بن مالك الخطمي ،  عن حذيفة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة طيرا أمثال البخاتي    " . فقال أبو بكر    : إنها لناعمة يا رسول الله . فقال : " أنعم منها من يأكلها ، وأنت ممن يأكلها يا أبا بكر    " . 
ثم رواه من طريق  سعيد بن أبي عروبة ،  عن قتادة  مرسلا . 
وقال  الإمام أحمد    : حدثنا أبو سلمة الخزاعي ،  حدثنا ليث ،  عن يزيد ، يعني ابن الهاد ،  عن عبد الوهاب بن أبي بكر  ، عن عبد الله بن مسلم  ، عن ابن شهاب ،  عن أنس بن مالك ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكوثر ، فقال : " نهر أعطانيه ربي ، عز وجل ، أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، وفيه طير كأعناق الجزر " . فقال عمر    : يا رسول الله ، إن تلك الطير ناعمة . فقال : " آكلها أنعم منها يا عمر    " . 
 [ ص: 297 ] وكذلك رواه الدراوردي ،  عن ابن أخي ابن شهاب ،  عن أبيه ، عن أنس  به . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					