ذكر لباس أهل الجنة فيها وحليتهم وصفات ثيابهم  نسأل الله تعالى من فضله 
قال الله تعالى عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق وحلوا أساور من فضة    [ الإنسان : 21 ] وقال تعالى : جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير    [ فاطر : 33 ] وقال تعالى يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق    [ الكهف : 31 ]   [ ص: 328 ] وثبت في " الصحيحين " ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء   " . 
وقال  الحسن البصري    : الحلي في الجنة على الرجال أحسن منه على النساء   . 
وقال ابن وهب    : حدثني ابن لهيعة ،  عن  عقيل بن خالد  ، عن الحسن ،  عن  أبي هريرة ،  أن أبا أمامة  حدثه ، أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، حدثهم ، وذكر حلي أهل الجنة قال : " مسورون بالذهب ، والفضة ، مكللون بالدر ، عليهم أكاليل من در وياقوت متواصلة ، وعليهم تاج كتاج الملوك ، شباب جرد مكحلون   " . 
وقال ابن أبي الدنيا    : حدثنا أحمد بن منيع  ، حدثنا الحسن بن موسى ،  حدثنا ابن لهيعة  حدثنا يزيد بن أبي حبيب  ، عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص  ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع ، فبدا سواره لطمس ضوء الشمس ، كما تطمس الشمس ضوء النجوم   " . 
وقال الإمام أحمد    : حدثنا يحيى بن إسحاق ،  أنبأنا حماد بن سلمة ،  عن   [ ص: 329 ] ثابت ، عن أبي رافع  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : من يدخل الجنة ينعم ، لا يبأس ولا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ، في الجنة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر   " . 
وأخرجه مسلم  من حديث  زهير بن حرب  ، عن عبد الرحمن بن مهدي ،  عن حماد بن سلمة  إلى قوله : " لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه   " . 
وقال أحمد    : حدثنا علي بن عبد الله ،  حدثنا  معاذ بن هشام  ، حدثني أبي ، عن قتادة ،  عن خلاس  ، عن أبي رافع  ، عن  أبي هريرة ،  أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " للمؤمن زوجتان - يرى مخ سوقهما من وراء ثيابهما   " . 
وقال  الطبراني    : حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني ،  والحسن بن علي الفسوي  قالا : حدثنا سعيد بن سليمان ،  حدثنا  فضيل بن مرزوق  ، عن أبي إسحاق ،  عن عمرو بن ميمون  ، عن عبد الله ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أول زمرة يدخلون الجنة كأن وجوههم ضوء القمر ليلة البدر ، والزمرة الثانية على لون أحسن كوكب دري في السماء ، لكل واحد منهم زوجتان من الحور العين ، على كل زوجة سبعون حلة ، يرى مخ سوقهما من وراء لحومهما وحللهما كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء   " . قال الضياء : هذا عندي على شرط الصحيح . 
 [ ص: 330 ] وقال أحمد    : حدثنا يونس بن محمد  ، حدثنا الخزرج بن عثمان السعدي ،  حدثنا أبو أيوب ، مولى لعثمان بن عفان ،  عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " قيد سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا ، ومثلها معها ، ولقاب قوس أحدكم من الجنة خير من الدنيا ومثلها معها ، ولنصيف امرأة من الجنة خير من الدنيا ، ومثلها معها   " . قال : قلت : يا  أبا هريرة ،  وما النصيف ؟ قال : الخمار . 
قلت : الخزرج بن عثمان البصري  تكلموا فيه ، ولكن له شاهد في " الصحيح " ، كما تقدم في " صحيح  البخاري    " ، عن أنس  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه : " ولنصيفها - يعني خمارها - خير من الدنيا وما فيها   " . 
وقال حرملة ،  عن ابن وهب  ، أخبرنا عمرو  أن دراجا أبا السمح  حدثه عن أبي الهيثم ،  عن  أبي سعيد الخدري  قال : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : " إن الرجل في الجنة ليتكئ سبعين سنة قبل أن يتحول ، ثم تأتيه امرأة فتضرب على منكبيه ، فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة ، وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب ، فتسلم عليه ، فيرد السلام ويسألها : من أنت ؟ فتقول : أنا المزيد . وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا أدناها مثل النعمان من طوبى ، فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك ، وإن عليهم التيجان ، وإن أدنى لؤلؤة   [ ص: 331 ] عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب   " . 
ورواه أحمد  عن حسن ،  عن ابن لهيعة ،  عن دراج  به بطوله . 
وقال ابن وهب    : أخبرني عمرو بن الحارث ،  عن أبي السمح ،  عن أبي الهيثم ،  عن أبي سعيد  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قوله : جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب    [ فاطر : 33 ] . فقال : " إن عليهم التيجان ، إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب   " . 
وقد روى الترمذي  منه ذكر التيجان  من حديث عمرو بن الحارث    . 
وقد روى الإمام أحمد ،  عن عبد الرحمن بن مهدي ،  عن محمد بن أبي الوضاح ،  عن العلاء بن عبد الله بن رافع  ، عن حنان بن خارجة السلمي ،  عن عبد الله بن عمرو  قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أخبرنا عن ثياب أهل الجنة; خلقا تخلق أم نسجا تنسج ؟ فضحك بعض القوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مم تضحكون ؟ من جاهل يسأل عالما " ؟ ! ثم أكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : " أين السائل ؟ " قال : ها هو ذا أنا يا رسول الله . قال : " لا ، بل تشقق عنها ثمر الجنة " . ثلاث مرات   . 
ورواه أحمد  أيضا : عن أبي كامل  ، عن زياد بن عبد الله بن علاثة القاص   [ ص: 332 ] أبي سهل  ، عن العلاء بن رافع  ، عن الفرزدق بن حنان ،  عن  عبد الله بن عمرو بن العاص ،  فذكر نحوه . 
وفي حديث دراج ،  عن أبي الهيثم ،  عن أبي سعيد  ، أن رجلا قال : يا رسول الله ، وما طوبى ؟ قال : " شجرة في الجنة مسيرة مائة سنة ، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها   " . 
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا    : حدثني محمد بن إدريس الحنظلي ،  حدثنا أبو عتبة ،  حدثنا إسماعيل بن عياش ،  عن سعيد بن يوسف ،  عن  يحيى بن أبي كثير  ، عن أبي سلام الأسود ،  سمعت أبا أمامة ،  عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم قال : " ما منكم من أحد يدخل الجنة إلا انطلق به إلى طوبى ، فتفتح له أكمامها عن ألوان الثياب يأخذ من أي ذلك شاء إن شاء أبيض وإن شاء أحمر ، وإن شاء أخضر ، وإن شاء أصفر ، وأن شاء أسود ، مثل شقائق النعمان ، وأرق ، وأحسن   " . غريب حسن . 
وقال ابن أبي الدنيا    : حدثنا  سويد بن سعيد  ، حدثنا عبد ربه بن بارق الحنفي ،  عن خاله الزميل ،  أنه سمع أباه قال : قلت  لابن عباس    : ما حلل أهل الجنة ؟ قال : فيها شجرة فيها ثمر كأنه الرمان ، فإذا أراد ولي الله كسوة انحدرت إليه من غصنها ، فانفلقت عن سبعين حلة ، ألوانا بعد ألوان ، ثم تنطبق فترجع   [ ص: 333 ] كما كانت   . وتقدم عن الثوري ،  عن حماد  ، عن سعيد بن جبير ،  عن ابن عباس  قال : نخل الجنة جذوعها من زمرد أخضر ، وكربها من ذهب أحمر ، وسعفها كسوة لأهل الجنة ، منها مقطعاتهم وحللهم   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					