ذكر فضل يونس   ، عليه السلام 
قال الله تعالى : وإن يونس لمن المرسلين    [ الصافات : 139 ] . وذكره تعالى في جملة الأنبياء الكرام ، في سورتي " النساء " و " الأنعام " ، عليهم من الله أفضل الصلاة والسلام . 
وقال  الإمام أحمد    : حدثنا  وكيع  ، حدثنا سفيان  ، عن الأعمش  ، عن أبي وائل  ، عن عبد الله  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ينبغي لأحد أن يقول : أنا خير من يونس  بن متى ورواه  البخاري  من حديث  سفيان الثوري  به . وقال  البخاري  أيضا : حدثنا حفص بن عمر  ، حدثنا شعبة  ، عن قتادة  ، عن أبي العالية  ، عن ابن عباس  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ما ينبغي لعبد أن يقول : إني خير من يونس بن متى  ونسبه إلى أبيه . ورواه أحمد  ، ومسلم  ، وأبو داود  ، من حديث شعبة  به . قال شعبة  فيما حكاه أبو داود  عنه : لم يسمع قتادة  من أبي العالية  سوى أربعة أحاديث ، هذا أحدها . وقد رواه  الإمام أحمد  ، عن عفان  ، عن حماد بن سلمة ،  عن علي بن زيد  ،   [ ص: 29 ] عن يوسف بن مهران  ، عن ابن عباس  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : وما ينبغي لعبد أن يقول : أنا خير من يونس بن متى  تفرد به أحمد . 
ورواه  الحافظ أبو القاسم الطبراني  ، حدثنا محمد بن الحسن بن كيسان  ، حدثنا عبد الله بن رجاء  ، أنبأنا إسرائيل  ، عن أبي يحيى القتات  ، عن مجاهد  ، عن ابن عباس  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لا ينبغي لأحد أن يقول : أنا عند الله خير من يونس بن متى  إسناده جيد ، ولم يخرجوه . 
وقال  البخاري    : حدثنا أبو الوليد  ، حدثنا شعبة  ، عن سعد بن إبراهيم  ، سمعت حميد بن عبد الرحمن  ، عن  أبي هريرة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : لا ينبغي لعبد أن يقول : أنا خير من يونس  بن متى وكذا رواه مسلم  من حديث شعبة  به . وفي "  البخاري    " و " مسلم    " من حديث عبد الله بن الفضل  ، عن  عبد الرحمن بن هرمز الأعرج  ، عن  أبي هريرة  ، في قصة المسلم الذي لطم وجه اليهودي حين قال : لا والذي اصطفى موسى  على العالمين . قال  البخاري  في آخره : ولا أقول : إن أحدا خير من يونس بن متى  أي ; ليس لأحد أن يفضل نفسه على يونس    . وفي رواية : لا ينبغي لأحد أن   [ ص: 30 ] يفضلني على يونس بن متى  كما قد ورد في بعض الأحاديث : لا تفضلوني على الأنبياء ، ولا على يونس بن متى   وهذا من باب الهضم والتواضع منه ، صلوات الله وسلامه عليه ، وعلى سائر أنبياء الله والمرسلين . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					