[ ص: 251 ] قال الحافظ الكبير أبو القاسم ابن عساكر    : 
باب ذكر عبيده عليه الصلاة والسلام ، وإمائه ، وذكر خدمه وكتابه وأمنائه  
مع مراعاة الحروف في أسمائهم ، وذكر بعض ما ذكر من أنبائهم . 
ولنذكر ما أورده مع الزيادة والنقصان ، وبالله المستعان . 
فمنهم أسامة بن زيد بن حارثة  أبو زيد الكلبي    . ويقال أبو يزيد    . ويقال : أبو محمد    . مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن مولاه ، وحبه وابن حبه ، وأمه أم أيمن ،  واسمها بركة ،  كانت حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صغره ، وممن آمن به قديما بعد بعثته ، وقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر أيام حياته ، وكان عمره إذ ذاك ثماني عشرة أو تسع عشرة سنة  ، وتوفي صلى الله عليه وسلم وهو أمير على جيش كثيف ، منهم عمر بن الخطاب ،  ويقال : وأبو بكر الصديق    . وهو قول ضعيف ; لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نصبه للإمامة ، فلما توفي عليه الصلاة والسلام   [ ص: 252 ] وجيش أسامة  مخيم بالجرف ، كما قدمناه ، استطلق أبو بكر  من أسامة  عمر بن الخطاب  في الإقامة عنده ; ليستضيء برأيه ، فأطلقه له ، وأنفذ أبو بكر  جيش أسامة  بعد مراجعة كثيرة من الصحابة له في ذلك ، وكل ذلك يأبى عليهم ويقول : والله لا أحل راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم . فساروا حتى بلغوا تخوم البلقاء  من أرض الشام  حيث قتل أبوه زيد ،   وجعفر بن أبي طالب ،   وعبد الله بن رواحة   رضي الله عنهم ، فأغار على تلك البلاد ، وغنم وسبى ، وكر راجعا سالما مؤيدا ، كما سيأتي . فلهذا كان عمر بن الخطاب  رضي الله عنه ، لا يلقى أسامة  إلا قال له : السلام عليك أيها الأمير . ولما عقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم راية الإمرة ، طعن بعض الناس في إمارته فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيها   : " إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل ، وايم الله إن كان لخليقا للإمارة ، وإن كان لمن أحب الخلق إلي ، وإن هذا لمن أحب الخلق إلي بعده " وهو في " الصحيح " من حديث  موسى بن عقبة  عن سالم  عن أبيه . 
وثبت في " صحيح  البخاري    " عن أسامة ،  رضي الله عنه ، أنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني والحسن ،  فيقول   : " اللهم إني أحبهما فأحبهما "   . 
وروي عن الشعبي ،  عن عائشة  رضي الله عنها ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :   " من أحب الله ورسوله فليحب أسامة بن زيد     " ولهذا لما فرض عمر بن الخطاب  للناس في الديوان فرض لأسامة  في خمسة آلاف ، وأعطى ابنه   [ ص: 253 ] عبد الله بن عمر  في أربعة آلاف ، فقيل له في ذلك ، فقال : إنه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك ، وأبوه كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك   . 
وقد روى عبد الرزاق ،  عن معمر ،  عن الزهري ،  عن عروة ،  عن أسامة ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه خلفه على حمار عليه قطيفة ، حين ذهب يعود سعد بن عبادة ،  قبل وقعة بدر    . 
قلت : وهكذا أردفه وراءه على ناقته حين دفع من عرفات  إلى المزدلفة ،  كما قدمنا في حجة الوداع . وقد ذكر غير واحد أنه ، رضي الله عنه ، لم يشهد مع علي  شيئا من مشاهده ، واعتذر إليه بما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قتل ذلك الرجل ، وقد قال : لا إله إلا الله ، فقال :   " من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة ؟ ! أقتلته بعد ما قال : لا إله إلا الله ؟ ! من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة ؟ ! " الحديث . وذكر فضائله كثيرة ، رضي الله عنه ، وقد كان أسود كالليل ، أفطس حلوا حسنا كبيرا فصيحا عالما ربانيا ، رضي الله عنه ، وقد كان أبوه كذلك إلا أنه كان أبيض شديد البياض ، ولهذا طعن بعض من لا يعلم في نسبه منه ، ولما مر مجزز المدلجي  عليهما وهما نائمان في قطيفة ، وقد بدت أقدامهما ; أسامة  بسواده ، وأبوه زيد  ببياضه قال : سبحان الله إن بعض هذه الأقدام لمن بعض . أعجب بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودخل على عائشة  مسرورا تبرق أسارير وجهه فقال :   " ألم تري أن مجززا  نظر آنفا إلى  زيد بن حارثة ،   وأسامة بن زيد ،   [ ص: 254 ] فقال : إن بعض هذه الأقدام لمن بعض " ولهذا أخذ فقهاء الحديث كالشافعي وأحمد من هذا الحديث ، من حيث التقرير عليه والاستبشار به ، العمل بقول القافة  في اختلاط الأنساب واشتباهها ، كما هو مقرر في موضعه . 
والمقصود أنه ، رضي الله عنه ، توفي سنة أربع وخمسين فيما صححه أبو عمر    . وقال غيره : سنة ثمان أو تسع وخمسين . وقيل : مات بعد مقتل عثمان    . فالله أعلم . وروى له الجماعة في كتبهم الستة . 
ومنهم أسلم    . وقيل : إبراهيم    . وقيل : ثابت    . وقيل : هرمز    . أبو رافع القبطي     . أسلم قبل بدر  ولم يشهدها ; لأنه كان بمكة  مع سادته آل العباس ،  وكان ينحت القداح ، وقصته مع الخبيث أبي لهب  حين جاء خبر وقعة بدر  تقدمت ، ولله الحمد . ثم هاجر وشهد أحدا  وما بعدها ، وكان كاتبا ، وقد كتب بين يدي علي بن أبي طالب  بالكوفة    . قاله المفضل بن غسان الغلابي    . وشهد فتح مصر  في أيام عمر ،  وقد كان أولا  للعباس بن عبد المطلب ،  فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم وأعتقه ، وزوجه مولاته سلمى ،  فولدت له أولادا ، وكان يكون على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم . 
وقال الإمام أحمد    : ثنا محمد بن جعفر  وبهز ،  قالا : ثنا شعبة ،  عن   [ ص: 255 ] الحكم ،  عن ابن أبي رافع ،  عن أبي رافع ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا من بني مخزوم  على الصدقة ، فقال لأبي رافع    : اصحبني كيما تصيب منها . فقال : لا ، حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله . فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال   : " الصدقة لا تحل لنا ، وإن مولى القوم منهم " وقد رواه الثوري ،  عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ،  عن الحكم  به . 
وروى أبو يعلى  في " مسنده " عنه ، أنه أصابهم برد شديد وهم بخيبر ،  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كان له لحاف فليلحف من لا لحاف له " قال أبو رافع    : فلم أجد من يلحفني معه ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى علي من لحافه ، فنمنا حتى أصبحنا ، فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رجليه حية فقال : " يا أبا رافع  اقتلها اقتلها " وروى له الجماعة في كتبهم ، ومات في أيام علي  رضي الله عنه . 
ومنهم أنسة بن بادة أبو مسرح     . ويقال : أبو مسروح    . من مولدي السراة ، مهاجري ، شهد بدرا  فيما ذكره عروة   والزهري   وموسى بن عقبة   [ ص: 256 ]  ومحمد بن إسحاق   والبخاري  وغير واحد . قالوا : وكان ممن يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس . 
وذكر خليفة بن خياط  في كتابه ، قال : قال علي بن محمد ،  عن عبد العزيز بن أبي ثابت ،  عن  داود بن الحصين ،  عن عكرمة ،  عن ابن عباس  رضي الله عنهما ، قال : استشهد يوم بدر  أنسة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم    . قال الواقدي    : وليس هذا بثبت عندنا ، ورأيت أهل العلم يثبتون أنه شهد أحدا أيضا وبقي زمانا . وأنه توفي في حياة أبي بكر ،  رضي الله عنه ، أيام خلافته . لا رواية له . 
ومنهم أيمن بن عبيد بن زيد الحبشي     . ونسبه ابن منده  إلى عوف بن الخزرج ،  وفيه نظر . وهو ابن  أم أيمن بركة ،  أخو أسامة  لأمه . 
قال ابن إسحاق  وكان على مطهرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان ممن ثبت يوم   [ ص: 257 ] حنين    . ويقال : إن فيه وفي أصحابه نزل قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا    [ الكهف : 110 ] قال  الشافعي    : قتل أيمن  مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين    . قال : فرواية مجاهد  عنه منقطعة . 
يعني بذلك ما رواه الثوري ،  عن منصور ،  عن مجاهد ،  عن عطاء ،  عن أيمن الحبشي  قال : لم يقطع النبي صلى الله عليه وسلم السارق إلا في المجن ، وكان ثمن المجن يومئذ دينارا   . وقد رواه أبو القاسم البغوي  في معجم الصحابة ، عن هارون بن عبد الله ،  عن أسود بن عامر ،  عن الحسن بن صالح ،  عن منصور ،  عن الحكم ،  عن مجاهد   وعطاء ،  عن أيمن  عن النبي صلى الله عليه وسلم ، نحوه . وهذا يقتضي تأخر موته عن النبي صلى الله عليه وسلم إن لم يكن الحديث مدلسا عنه ، ويحتمل أن يكون أريد غيره ، والجمهور كابن إسحاق  وغيره ذكروه فيمن قتل من الصحابة يوم حنين    . فالله أعلم . ولابنه الحجاج بن أيمن  مع عبد الله بن عمر  قصة . 
ومنهم باذام    . وسيأتي ذكره في ترجمة طهمان  
ومنهم ثوبان بن بجدد     . ويقال ابن جحدر    . أبو عبد الله    . ويقال : أبو   [ ص: 258 ] عبد الكريم    . ويقال : أبو عبد الرحمن    . أصله من أهل السراة ، مكان بين مكة  واليمن ،  وقيل : من حمير  من أهل اليمن     . وقيل : من ألهان . وقيل : من الحكم بن سعد  العشيرة من مذحج ،  أصابه سباء في الجاهلية ، فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه وخيره إن شاء أن يرجع إلى قومه ، وإن شاء أن يثبت ، فإنه منهم أهل البيت ، فأقام على ولاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يفارقه حضرا ولا سفرا حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشهد فتح مصر  أيام عمر ،  ونزل حمص  بعد ذلك ، وابتنى بها دارا ، وأقام بها إلى أن مات سنة أربع وخمسين ، وقيل : سنة أربع وأربعين . وهو خطأ . وقيل : إنه مات بمصر    . والصحيح بحمص ، كما قدمنا . والله أعلم . روى له  البخاري  في كتاب " الأدب " ومسلم في " صحيحه " ، وأهل السنن الأربعة . 
ومنهم حنين  مولى النبي صلى الله عليه وسلم    . وهو جد إبراهيم بن عبد الله بن حنين  وروينا أنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ويوضئه ، فإذا فرغ النبي صلى الله عليه وسلم خرج بفضلة الوضوء إلى أصحابه ، فمنهم من يشرب منه ، ومنهم من يتمسح به ، فاحتبسه حنين  فخبأه عنده في جرة حتى شكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له : " ما تصنع به ؟ " فقال : أدخره عندي أشربه يا رسول الله . فقال عليه الصلاة والسلام : " هل رأيتم غلاما أحصى ما أحصى هذا ؟ " ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهبه لعمه العباس ،  فأعتقه ، رضي الله عنهما   . 
ومنهم ذكوان    . يأتي ذكره في ترجمة طهمان    . 
ومنهم رافع أو أبو رافع     . ويقال له : أبو البهي    . قال أبو بكر بن أبي خيثمة    : كان لأبي أحيحة  سعيد بن العاص  الأكبر ، فورثه بنوه ، وأعتق ثلاثة   [ ص: 259 ] منهم أنصباءهم ، وشهد معهم يوم بدر  فقتلوا ثلاثتهم ، ثم اشترى أبو رافع  بقية أنصباء بني سعيد  مولاه ، إلا نصيب خالد بن سعيد ،  فوهب خالد  نصيبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله وأعتقه ، فكان يقول : أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك كان بنوه يقولون من بعده . 
ومنهم رباح الأسود  ،  وكان يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي أخذ الإذن لعمر بن الخطاب  حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك المشربة يوم آلى من نسائه ، واعتزلهن في تلك المشربة وحده ، عليه الصلاة والسلام . هكذا جاء مصرحا باسمه في حديث  عكرمة بن عمار ،  عن أبي زميل سماك بن الوليد ،  عن ابن عباس ،  عن عمر    . 
وقال الإمام أحمد    : ثنا  وكيع  ثنا  عكرمة بن عمار ،  عن  إياس بن سلمة بن الأكوع ،  عن أبيه قال : كان للنبي صلى الله عليه وسلم غلام يسمى رباحا    . 
ومنهم رويفع  مولاه ، عليه الصلاة والسلام    . هكذا عده في الموالي مصعب بن عبد الله الزبيري   وأبو بكر بن أبي خيثمة ،  قالا : وقد وفد ابنه على عمر بن عبد العزيز  في أيام خلافته ففرض له . قالا : ولا عقب له . 
قلت : كان عمر بن عبد العزيز ،  رحمه الله ، شديد الاعتناء بموالي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحب أن يعرفهم ويحسن إليهم . وقد كتب في أيام خلافته إلى أبي   [ ص: 260 ] بكر بن حزم  عالم أهل المدينة   في زمانه ، أن يفحص له عن موالي رسول الله صلى الله عليه وسلم ; الرجال والنساء وخدامه . رواه الواقدي    . وقد ذكره أبو عمر  مختصرا وقال : لا أعلم له رواية . حكاه  ابن الأثير  في " الغابة " . 
ومنهم زيد بن حارثة الكلبي     . وقد قدمنا طرفا من ذكره عند ذكر مقتله بغزوة مؤتة  رضي الله عنه ، وذلك في جمادى من سنة ثمان قبل الفتح بأشهر ، وقد كان هو الأمير المقدم ، ثم بعده جعفر  ثم بعدهما عبد الله بن رواحة ،  رضي الله عنهم . 
وعن عائشة  رضي الله عنها أنها قالت : ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم  زيد بن حارثة  في سرية إلا أمره عليهم ، ولو بقي بعده لاستخلفه   . رواه أحمد    . 
ومنهم زيد أبو يسار     . قال أبو القاسم البغوي  في " معجم الصحابة " : سكن المدينة  روى حديثا واحدا لا أعلم له غيره ; حدثنا محمد بن علي الجوزجاني ،  ثنا  أبو سلمة - هو التبوذكي    - ثنا حفص بن عمر الطائي ،  ثنا أبي عمر بن مرة    : سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم ،  سمعت أبي حدثني عن جدي ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول   : " من قال : أستغفر الله الذي   [ ص: 261 ] لا إله إلا هو الحي القيوم ، وأتوب إليه . غفر له ، وإن كان فر من الزحف "   . وهكذا رواه أبو داود  عن أبي سلمة ،  وأخرجه الترمذي  عن  محمد بن إسماعيل البخاري ،  عن  أبي سلمة موسى بن إسماعيل  به . وقال الترمذي    : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . 
ومنهم سفينة أبو عبد الرحمن     . ويقال : أبو البختري    . كان اسمه مهران  وقيل : عبس    . وقيل : أحمر    . وقيل : رومان    . فلقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم  سفينة  لسبب سنذكره ، فغلب عليه ، وكان مولى  لأم سلمة ،  فأعتقته واشترطت عليه أن يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يموت ، فقبل ذلك ، وقال : لو لم تشترطي علي ما فارقته . وهذا الحديث في " السنن " . وهو من مولدي العرب ، وأصله من أبناء فارس  وهو سفينة بن مارفنة    . 
وقال الإمام أحمد :  ثنا أبو النضر ،  ثنا حشرج بن نباتة العبسي  كوفي ، حدثنا سعيد بن جمهان ،  حدثني  سفينة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم   : " الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ، ثم ملكا بعد ذلك " ثم قال لي  سفينة    : أمسك خلافة أبي بكر ،  وخلافة عمر ،  وخلافة عثمان ،  وأمسك خلافة علي ،  ثم قال : فوجدناها ثلاثين سنة ، ثم نظرت بعد ذلك في الخلفاء فلم أجده يتفق لهم ثلاثون . قلت   [ ص: 262 ] لسعيد    : أين لقيت سفينة ؟  قال : ببطن نخلة  في زمن الحجاج ،  فأقمت عنده ثلاث ليال أسأله عن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت له : ما اسمك ؟ قال : ما أنا بمخبرك ، سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم  سفينة    . قلت : ولم سماك سفينة ؟  قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه ، فثقل عليهم متاعهم فقال لي : ابسط كساءك فبسطته ، فجعلوا فيه متاعهم ، ثم حملوه علي ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم   : " احمل ، فإنما أنت سفينة " فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل علي إلا أن يجفوا . وهذا الحديث عند أبي داود   والترمذي   والنسائي    . ولفظه عندهم : " خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم تكون ملكا   " . 
وقال الإمام أحمد    : ثنا بهز ،  ثنا حماد بن سلمة ،  عن سعيد بن جمهان ،  عن  سفينة  قال : كنا في سفر ، فكان كلما أعيا رجل ألقى علي ثيابه ; ترسا أو سيفا ، حتى حملت من ذلك شيئا كثيرا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :   " أنت سفينة " هذا هو المشهور في تسميته  سفينة    . 
وقد قال أبو القاسم البغوي  ثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني ،  ومحمد بن جعفر الوركاني ،  قالا : ثنا  شريك بن عبد الله النخعي ،  عن عمران   [ ص: 263 ] البجلي ،  عن مولى  لأم سلمة  قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررنا بواد أو نهر ، فكنت أعبر الناس ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم   : " ما كنت منذ اليوم إلا سفينة " وهكذا رواه الإمام أحمد ،  عن أسود بن عامر ،  عن شريك    . 
وقال أبو عبد الله بن منده    : ثنا الحسن بن مكرم ،  ثنا عثمان بن عمر ،  ثنا أسامة بن زيد ،  عن محمد بن المنكدر ،  عن  سفينة  قال : ركبت البحر في  سفينة  فكسرت بنا ، فركبت لوحا منها فطرحني في جزيرة فيها أسد ، فلم يرعني إلا به ، فقلت : يا أبا الحارث ،  أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فجعل يغمزني بمنكبه حتى أقامني على الطريق ، ثم همهم فظننت أنه السلام   . وقد رواه أبو القاسم البغوي ،  عن إبراهيم بن هانئ ،  عن  عبيد الله بن موسى ،  عن رجل ، عن محمد بن المنكدر  عنه . ورواه أيضا ، عن محمد بن عبد الله المخرمي ،  عن حسين بن محمد  قال : قال عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ،  عن محمد بن المنكدر ،  عن  سفينة    . فذكره . 
ورواه أيضا : حدثنا هارون بن عبد الله ،  ثنا  علي بن عاصم ،  حدثني أبو ريحانة ،  عن  سفينة  مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لقيني الأسد ، فقلت : أنا  سفينة  مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فضرب بذنبه الأرض وقعد   . وروى له مسلم  وأهل   [ ص: 264 ] السنن . وقد تقدم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد  أنه كان يسكن بطن نخلة ،  وأنه تأخر إلى أيام الحجاج    . 
ومنهم سلمان الفارسي  أبو عبد الله  مولى الإسلام . أصله من فارس  وتنقلت به الأحوال إلى أن صار لرجل من يهود  المدينة  فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة  أسلم سلمان ،  وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم فكاتب سيده اليهودي ، وأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أداء ما عليه فنسب إليه ، وقال :   " سلمان منا أهل البيت    " وقد قدمنا صفة هجرته من بلده ، وصحبته لأولئك الرهبان واحدا بعد واحد ، حتى آل به الحال إلى المدينة  النبوية ، وذكر صفة إسلامه رضي الله عنه ، في أوائل الهجرة النبوية إلى المدينة  وكانت وفاته في سنة خمس وثلاثين في آخر أيام عثمان ،  أو في أول سنة ست وثلاثين . وقيل : إنه توفي في أيام عمر بن الخطاب  والأول أكثر . 
قال  العباس بن يزيد البحراني    : وكان أهل العلم لا يشكون أنه عاش مائتين وخمسين سنة ، واختلفوا فيما زاد على ذلك إلى ثلاثمائة وخمسين . وقد ادعى بعض الحفاظ المتأخرين أنه لم يجاوز المائة . فالله أعلم بالصواب . 
ومنهم شقران الحبشي     . واسمه صالح بن عدي ،  ورثه عليه الصلاة والسلام من أبيه . وقال مصعب الزبيري  ومحمد بن سعد    : كان  لعبد الرحمن بن عوف ،  فوهبه للنبي صلى الله عليه وسلم . وقد روى  أحمد بن حنبل ،  عن إسحاق بن عيسى ،   [ ص: 265 ] عن أبي معشر  أنه ذكره فيمن شهد بدرا ،  قال : ولم يقسم له رسول الله صلى الله عليه وسلم . وهكذا ذكره محمد بن سعد  فيمن شهد بدرا  وهو مملوك ، فلهذا لم يسهم له ، بل استعمله على الأسرى ، فجزاه كل رجل له أسير شيئا ، فحصل له أكثر من نصيب كامل . قال : وقد كان ببدر  ثلاثة غلمان غيره ; غلام  لعبد الرحمن بن عوف ،  وغلام  لحاطب بن أبي بلتعة ،  وغلام  لسعد بن معاذ ،  فرضخ لهم ولم يقسم . قال أبو القاسم البغوي ،  وليس له ذكر فيمن شهد بدرا  في كتاب الزهري ،  ولا في كتاب ابن إسحاق  
وذكر الواقدي ،  عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ،  عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم  قال : استعمل رسول الله شقران  مولاه على جميع ما وجد في رحال أهل المريسيع  من رثة المتاع والسلاح والنعم والشاء ، وجمع الذرية ناحية   . 
وقال الإمام أحمد    : ثنا أسود بن عامر ،  ثنا  مسلم بن خالد ،  عن عمرو بن يحيى المازني ،  عن أبيه ، عن شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال : رأيته - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - متوجها إلى خيبر  على حمار يصلي عليه ، يومئ إيماء   . وفي هذه الأحاديث شواهد أنه ، رضي الله عنه ، شهد هذه المشاهد . 
 [ ص: 266 ] وروى الترمذي ،  عن زيد بن أخزم ،  عن عثمان بن فرقد ،  عن  جعفر بن محمد ،  أخبرني ابن أبي رافع  قال : سمعت شقران  يقول : أنا والله طرحت القطيفة تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر   . وعن  جعفر بن محمد ،  عن أبيه قال : الذي ألحد قبر النبي صلى الله عليه وسلم أبو طلحة ،  والذي ألقى القطيفة تحته شقران    . ثم قال الترمذي    : حسن غريب . وقد تقدم أنه شهد غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزل في قبره ، وأنه وضع تحته القطيفة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عليها وقال : والله لا يلبسها أحد بعدك . وذكر الحافظ أبو الحسن بن الأثير  في " الغابة " أنه انقرض نسله ، فكان آخرهم موتا بالمدينة  في أيام الرشيد    . 
ومنهم ضميرة بن أبي ضميرة الحميري     . أصابه سباء في الجاهلية ، فاشتراه النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه . ذكره مصعب الزبيري  قال : وكانت له دار بالبقيع ،  وولد . 
قال  عبد الله بن وهب ،  عن ابن أبي ذئب ،  عن حسين بن عبد الله بن ضميرة ،  عن أبيه ، عن جده ضميرة ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بأم ضميرة  وهي تبكي فقال لها : ما يبكيك أجائعة أنت ؟ أعارية أنت ؟ قالت : يا رسول   [ ص: 267 ] الله ، فرق بيني وبين ابني . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يفرق بين الوالدة ، وولدها " ثم أرسل إلى الذي عنده ضميرة ،  فدعاه فابتاعه منه ببكر . قال ابن أبي ذئب  ثم أقرأني كتابا عنده : " بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد  رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ضميرة  وأهل بيته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقهم ، وأنهم أهل بيت من العرب ، إن أحبوا أقاموا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن أحبوا رجعوا إلى قومهم فلا يعرض لهم إلا بحق ، ومن لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرا . " وكتب أبي بن كعب  
ومنهم طهمان     . ويقال : ذكوان    . ويقال : مهران    . ويقال : ميمون    . وقيل : كيسان    . وقيل : باذام    . روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :   " إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي ، وإن مولى القوم من أنفسهم " رواه البغوي ،  عن منجاب بن الحارث  وغيره ، عن شريك ،  عن عطاء بن السائب ،  عن إحدى بنات علي بن أبي طالب ،  وهي  أم كلثوم بنت علي  قالت : حدثني مولى للنبي صلى الله عليه وسلم يقال له : طهمان  أو ذكوان    . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكره . 
ومنهم عبيد  مولى النبي صلى الله عليه وسلم    . قال  أبو داود الطيالسي ،  عن شعبة ،  عن سليمان التيمي ،  عن شيخ ، عن عبيد  مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال : قلت : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بصلاة سوى المكتوبة ؟ قال : صلاة بين المغرب والعشاء   . قال أبو القاسم البغوي  لا أعلم روى غيره . قال  ابن عساكر    : وليس كما قال . ثم   [ ص: 268 ] ساق من طريق  أبي يعلى الموصلي ،  حدثنا عبد الأعلى بن حماد ،  ثنا حماد بن سلمة ،  عن سليمان التيمي ،  عن عبيد  مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن امرأتين كانتا صائمتين ، وكانتا تغتابان الناس ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح ، فقال لهما : " قيئا " . فقاءتا قيحا ودما ولحما عبيطا ، ثم قال : " إن هاتين صامتا عن الحلال ، وأفطرتا على الحرام " وقد رواه الإمام أحمد ،  عن  يزيد بن هارون   وابن أبي عدي ،  عن سليمان التيمي ،  عن رجل حدثهم في مجلس أبي عثمان ،  عن عبيد  مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره . ورواه أحمد  أيضا ، عن غندر ،  عن عثمان بن غياث  قال : كنت مع أبي عثمان ،  فقال رجل : حدثني سعيد  أو عبيد    - عثمان  يشك - مولى النبي صلى الله عليه وسلم . فذكره . 
ومنهم فضالة   مولى النبي صلى الله عليه وسلم . قال محمد بن سعد    : أنبأنا الواقدي ،  حدثني عتبة بن جبيرة الأشهلي  قال : كتب عمر بن عبد العزيز  إلى  أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم  أن افحص لي عن أسماء خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال والنساء ومواليه ، فكتب إليه قال : وكان فضالة  مولى له يمانيا نزل الشام  بعد ، وكان أبو مويهبة  مولدا من مولدي مزينة  فأعتقه . قال  ابن عساكر    : لم أجد لفضالة  ذكرا في الموالي إلا من هذا الوجه . 
 [ ص: 269 ] ومنهم قفيز     . أوله قاف وآخره زاي . قال أبو عبد الله بن منده    : أنبأنا سهل بن السري ،  ثنا أحمد بن محمد بن المنكدر ،  ثنا محمد بن يحيى ،  عن محمد بن سليمان الحراني ،  عن زهير بن محمد ،  عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس ،  عن أنس  قال : كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلام يقال له : قفيز   . تفرد به محمد بن سليمان    . 
ومنهم كركرة     . كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته ، وقد ذكره أبو بكر بن حزم  فيما كتب به إلى عمر بن عبد العزيز  
قال الإمام أحمد    : حدثنا سفيان ،  عن عمرو عن سالم بن أبي الجعد ،  عن عبد الله بن عمرو  قال : كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له : كركرة  فمات ، فقال :   " هو في النار " فنظروا فإذا عليه عباءة قد غلها ، أو كساء قد غله . رواه  البخاري ،  عن  علي بن المديني ،  عن سفيان    . قلت : وقصته شبيهة بقصة مدعم الذي أهداه رفاعة  من بني الضبيب  كما سيأتي . 
ومنهم كيسان     . قال البغوي    : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،  ثنا ابن   [ ص: 270 ] فضيل ،  عن عطاء بن السائب  قال : أتيت  أم كلثوم بنت علي  فقالت : حدثني مولى للنبي صلى الله عليه وسلم يقال له : كيسان    . قال له النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من أمر الصدقة : " إنا أهل بيت نهينا أن نأكل الصدقة ، وإن مولانا من أنفسنا ، فلا يأكل الصدقة "   . 
ومنهم مأبور القبطي   الخصي . أهداه له صاحب إسكندرية  مع مارية  وسيرين  والبغلة . وقد قدمنا من خبره في ترجمة مارية ،  رضي الله عنهما ، ما فيه كفاية . 
ومنهم مدعم     . وكان أسود من مولدي حسمى ، أهداه رفاعة بن زيد الجذامي ،  قتل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك مرجعهم من خيبر  فلما وصلوا إلى وادي القرى ،  فبينما مدعم  يحط عن ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم رحلها ، إذ جاءه سهم عائر فقتله ، فقال الناس : هنيئا له الشهادة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   " كلا والذي نفسي بيده ، إن الشملة التي أخذها يوم خيبر  لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا " فلما سمعوا ذلك جاء رجل بشراك أو شراكين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :   " شراك من نار أو شراكان من نار " أخرجاه من حديث مالك ،  عن ثور بن زيد ،  عن أبي الغيث ،  عن  أبي هريرة    . 
ومنهم مهران     . ويقال : طهمان    . وهو الذي روت عنه  أم كلثوم بنت علي  في تحريم الصدقة على بني هاشم  ومواليهم ، كما تقدم . 
 [ ص: 271 ] ومنهم ميمون    . وهو الذي قبله . 
ومنهم نافع   مولاه . قال الحافظ  ابن عساكر    : أنبأنا أبو الفتح الماهاني ،  أنبأنا شجاع الصوفي ،  أنبأنا محمد بن إسحاق ،  أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد ،  حدثنا محمد بن عبد الملك بن مروان ،  ثنا  يزيد بن هارون ،  أنبأنا أبو مالك الأشجعي ،  عن يوسف بن ميمون ،  عن نافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول   : " لا يدخل الجنة شيخ زان ، ولا مسكين مستكبر ، ولا منان بعمله على الله عز وجل "   . 
ومنهم نفيع    . ويقال : مسروح    . ويقال نافع بن مسروح    . والصحيح نافع بن الحارث  بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة عبد العزى بن غيرة بن عوف بن قسي ،  وهو ثقيف أبو بكرة الثقفي ،  وأمه سمية أم زياد ،  تدلى هو وجماعة من العبيد من سور الطائف  فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان نزوله في بكرة ، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلمأبا بكرة    . قال أبو نعيم    : كان رجلا صالحا ، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين  أبي برزة الأسلمي    . 
قلت : وهو الذي صلى عليه بوصيته إليه ، ولم يشهد أبو بكرة  وقعة الجمل ، ولا أيام صفين  وكانت وفاته في سنة إحدى وخمسين ، وقيل سنة اثنتين   [ ص: 272 ] وخمسين . 
ومنهم واقد ،  أو أبو واقد   مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني    : حدثنا أبو عمرو بن حمدان ،  ثنا الحسن بن سفيان ،  ثنا محمد بن يحيى بن عبد الكريم ،  ثنا الحسين بن محمد ،  ثنا الهيثم بن حماد ،  عن الحارث بن غسان ،  عن رجل من قريش  من أهل المدينة   عن زاذان ،  عن واقد  مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   " من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن ، ومن عصى الله فلم يذكره ، وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن "   . 
ومنهم هرمز أبو كيسان     . ويقال : هرمز  أو كيسان    . وهو الذي يقال فيه : طهمان    . كما تقدم . وقد قال ابن وهب  ثنا علي بن عابس ،  عن عطاء بن السائب ،  عن فاطمة بنت علي  أو  أم كلثوم بنت علي  قالت : سمعت مولى لنا يقال له : هرمز    . يكنى أبا كيسان ،  قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول   : " إنا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة ، وإن موالينا من أنفسنا ، فلا تأكلوا الصدقة " وقد رواه الربيع بن سليمان ،  عن أسد بن موسى ،  عن ورقاء ،  عن عطاء بن السائب  قال : دخلت على أم كلثوم ،  فقالت : إن هرمز  أو كيسان  حدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :   " إنا لا نأكل الصدقة "   . 
 [ ص: 273 ] وقال أبو القاسم البغوي  ثنا منصور بن أبي مزاحم ،  ثنا أبو حفص الأبار ،  عن ابن أبي زياد ،  عن معاوية  قال : شهد بدرا  عشرون مملوكا ، منهم مملوك للنبي صلى الله عليه وسلم يقال له : هرمز    . فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال   : " إن الله قد أعتقك ، وإن مولى القوم من أنفسهم ، وإنا أهل بيت لا نأكل الصدقة فلا تأكلها "   . 
ومنهم هشام   مولى النبي صلى الله عليه وسلم . قال محمد بن سعد    : أنبأنا سليمان بن عبيد الله الرقي    . أنبأنا محمد بن أيوب الرقي ،  عن سفيان ،  عن عبد الكريم ،  عن  أبي الزبير ،  عن هشام  مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : جاء رجل فقال : يا رسول الله ، إن امرأتي لا تدفع يد لامس . قال : " طلقها " . قال : إنها تعجبني . قال : " فتمتع بها "   . قال ابن منده    : وقد رواه جماعة ، عن  سفيان الثوري  عن عبد الكريم ،  عن  أبي الزبير ،  عن مولى بني هاشم ،  عن النبي صلى الله عليه وسلم - ولم يسمه - ورواه عبيد الله بن عمرو ،  عن عبد الكريم ،  عن  أبي الزبير ،  عن جابر    . 
ومنهم يسار     . ويقال : إنه الذي قتله العرنيون  ومثلوا به . وقد ذكر الواقدي  بسنده عن يعقوب بن عتبة ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذه يوم قرقرة الكدر  مع نعم بني غطفان ،  وسليم ،  فوهبه الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقبله منهم لأنه رآه يحسن الصلاة فأعتقه ، ثم قسم في الناس النعم ، فأصاب كل إنسان منهم   [ ص: 274 ] سبعة أبعرة ، وكانوا مائتين . 
ومنهم أبو الحمراء   مولى النبي صلى الله عليه وسلم وخادمه . وهو الذي يقال : إن اسمه هلال بن الحارث    . وقيل : ابن ظفر    . وقيل هلال بن الحارث بن ظفر السلمي    . أصابه سباء في الجاهلية . 
وقال أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم    : ثنا أحمد بن حازم ،  أنبأنا  عبيد الله بن موسى   والفضل بن دكين ،  عن يونس بن أبي إسحاق ،  عن أبي داود القاص ،  عن أبي الحمراء  قال : رابطت المدينة  سبعة أشهر كيوم ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي باب علي  وفاطمة  كل غداة فيقول : الصلاة الصلاة " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا "   [ الأحزاب : 33 ] . 
قال أحمد بن حازم    : وأنبأنا  عبيد الله بن موسى   والفضل بن دكين  واللفظ له ، عن يونس بن أبي إسحاق ،  عن أبي داود ،  عن أبي الحمراء  قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل عنده طعام في وعاء ، فأدخله يده فقال : " غششته ، من غشنا فليس منا " وقد رواه ابن ماجه ،  عن أبي بكر بن أبي شيبة ،  عن أبي نعيم  به . وليس عنده سواه . وأبو داود  هذا هو نفيع بن الحارث  الأعمى ، أحد المتروكين الضعفاء . قال عباس الدوري  عن ابن معين    : أبو الحمراء  صاحب رسول الله   [ ص: 275 ] صلى الله عليه وسلم اسمه هلال بن الحارث ،  كان يكون بحمص ،  وقد رأيت بها غلاما من ولده . وقال غيره : كان منزله خارج باب حمص    . وقال أبو الوازع  عن سمرة    : كان أبو الحمراء  من الموالي . 
ومنهم أبو سلمى   راعي النبي صلى الله عليه وسلم . ويقال أبو سلام    . واسمه حريث    . 
قال أبو القاسم البغوي  ثنا كامل بن طلحة ،  ثنا عباد بن عبد الصمد ،  حدثني أبو سلمى  راعي النبي صلى الله عليه وسلم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :   " من لقي الله يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وآمن بالبعث ، والحساب دخل الجنة " قلنا : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأدخل أصبعيه في أذنيه ، ثم قال : أنا سمعت هذا منه غير مرة ، ولا مرتين ، ولا ثلاث ، ولا أربع . لم يورد له  ابن عساكر  سوى هذا الحديث . وقد روى له  النسائي  في اليوم والليلة آخر ، وأخرج له ابن ماجه  ثالثا . 
ومنهم أبو صفية   مولى النبي صلى الله عليه وسلم . قال أبو القاسم البغوي  ثنا  أحمد بن المقدام ،  ثنا معتمر ،  ثنا أبو كعب ،  عن جده بقية ،  عن أبي صفية  مولى النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه كان يوضع له نطع ويجاء بزبيل فيه حصى فيسبح به إلى نصف   [ ص: 276 ] النهار ، ثم يرفع فإذا صلى الأولى سبح حتى يمسي   . 
ومنهم أبو ضميرة   مولى النبي صلى الله عليه وسلم ، والد ضميرة  المتقدم ، وزوج أم ضميرة    . وقد تقدم في ترجمة ابنه طرف من ذكرهم وخبرهم في كتابهم . 
وقال محمد بن سعد  في " الطبقات " : أنبأنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني ،  حدثني حسين بن عبد الله بن أبي ضميرة ،  أن الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ضميرة    : بسم الله الرحمن الرحيم ، كتاب من محمد  رسول الله لأبي ضميرة  وأهل بيته ، إنهم كانوا أهل بيت من العرب ، وكانوا مما أفاء الله على رسوله فأعتقهم ثم خير أبا ضميرة ;  إن أحب أن يلحق بقومه فقد أذن له ، وإن أحب أن يمكث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكونوا من أهل بيته ، فاختار الله ورسوله ودخل في الإسلام ، فلا يعرض لهم أحد إلا بخير ، ومن لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرا " وكتب أبي بن كعب    . قال  إسماعيل بن أبي أويس    : فهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو أحد حمير ،  وخرج قوم منهم في سفر ، ومعهم هذا الكتاب ، فعرض لهم اللصوص ، فأخذوا ما معهم ، فأخرجوا هذا الكتاب إليهم وأعلموهم بما فيه ، فقرأوه فردوا عليهم ما أخذوا منهم ، ولم يعرضوا لهم . 
قال : ووفد حسين بن عبد الله بن أبي ضميرة  إلى المهدي  أمير المؤمنين ، وجاء معه بكتابهم هذا فأخذه المهدي ،  فوضعه على بصره ، وأعطى حسينا  ثلاثمائة دينار . 
 [ ص: 277 ] ومنهم أبو عبيد   مولاه عليه الصلاة والسلام . قال الإمام أحمد :  حدثنا عفان ،  ثنا أبان العطار ،  ثنا قتادة ،  عن  شهر بن حوشب ،  عن أبي عبيد ،  أنه طبخ لرسول الله صلى الله عليه وسلم . قدرا فيها لحم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ناولني ذراعها " فناولته ، فقال " ناولني ذراعها " فناولته فقال : " ناولني ذراعها " فقال : يا نبي الله ، كم للشاة من ذراع ؟ قال : " والذي نفسي بيده لو سكت لأعطيتني ذراعها ما دعوت به " ورواه الترمذي  في الشمائل ، عن بندار ،  عن مسلم بن إبراهيم ،  عن  أبان بن يزيد العطار  به . 
ومنهم أبو عسيب  ،  ومنهم من يقول : أبو عسيم    . والصحيح الأول ، ومن الناس من فرق بينهما ، وقد تقدم أنه شهد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وحضر دفنه ، وروى قصة المغيرة بن شعبة  
وقال الحارث بن أبي أسامة    : ثنا  يزيد بن هارون ،  ثنا مسلم بن عبيد أبو نصيرة  قال : سمعت أبا عسيب  مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال :   " أتاني جبريل  بالحمى والطاعون ، فأمسكت الحمى بالمدينة ،  وأرسلت الطاعون إلى الشام ،  فالطاعون شهادة لأمتي ، ورحمة لهم ، ورجس على الكافر " وكذا رواه الإمام أحمد ،  عن  يزيد بن هارون    . 
 [ ص: 278 ] وقال أبو عبد الله بن منده    : أنبأنا محمد بن يعقوب ،  ثنا  محمد بن إسحاق الصاغاني ،  ثنا يونس بن محمد ،  ثنا حشرج بن نباتة ،  حدثني أبو نصيرة البصري ،  عن  أبي عسيب  مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا ، فمر بي فدعاني فخرجت إليه ، ثم مر بأبي بكر  فدعاه فخرج إليه ، ثم مر بعمر  فدعاه فخرج إليه ، ثم انطلق يمشي حتى دخل حائطا لبعض الأنصار ،  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحب الحائط : " أطعمنا بسرا " فجاء به فوضعه ، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكلوا جميعا ، ثم دعا بماء فشرب منه ، ثم قال : " إن هذا النعيم ، لتسألن يوم القيامة عن هذا " فأخذ عمر  العذق ، فضرب به الأرض حتى تناثر البسر ، ثم قال يا نبي الله ، إنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة ؟ قال : " نعم إلا من ثلاثة ; خرقة يستر بها الرجل عورته ، أو كسرة يسد بها جوعته ، أو جحر يدخل فيه " يعني من الحر والقر . ورواه الإمام أحمد ،  عن سريج ،  عن حشرج    . 
وروى محمد بن سعد  في " الطبقات " عن موسى بن إسماعيل ،  حدثتنا مسلمة بنت أبان القريعية  قالت : سمعت ميمونة بنت أبي عسيب  قالت : كان أبو عسيب  يواصل بين ثلاث في الصيام ، وكان يصلي الضحى قائما ،   [ ص: 279 ] فعجز ، وكان يصوم البيض . قالت ، وكان في سريره جلجل ، فيعجز صوته حتى يناديها به ، فإذا حركه جاءت   . 
ومنهم أبو كبشة الأنماري     . من أنمار مذحج  على المشهور ، مولى النبي صلى الله عليه وسلم ، في اسمه أقوال ، أشهرها أن اسمه سليم ،  وقيل عمرو بن سعد    . وقيل عكسه . وأصله من مولدي أرض دوس ،  وكان ممن شهد بدرا    . قاله  موسى بن عقبة  عن الزهري    . وذكره ابن إسحاق   والبخاري   والواقدي   ومصعب الزبيري   وأبو بكر بن أبي خيثمة    . زاد الواقدي    : وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد ، وتوفي يوم استخلف عمر بن الخطاب ،  وذلك في يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة . وقال خليفة بن خياط  وفي سنة ثلاث وعشرين توفي أبو كبشة  مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد تقدم عن أبي كبشة  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مر في ذهابه إلى تبوك  بالحجر جعل الناس يدخلون بيوتهم ، فنودي أن الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يدخلكم على هؤلاء القوم الذين غضب الله عليهم ؟ " فقال رجل : نعجب منهم يا رسول الله   . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   " ألا أنبئكم بأعجب من ذلك ؟ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم ، وما يكون بعدكم " الحديث . 
 [ ص: 280 ] وقال الإمام أحمد    : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ،  عن معاوية بن صالح ،  عن أزهر بن سعيد الحرازي ،  سمعت أبا كبشة الأنماري  قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في أصحابه ، فدخل ثم خرج وقد اغتسل ، فقلنا : يا رسول الله ، قد كان شيء ؟ قال : " أجل مرت بي فلانة فوقع في نفسي شهوة النساء ، فأتيت بعض أزواجي فأصبتها ، فكذلك فافعلوا ، فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال   " . 
وقال أحمد    : حدثنا  وكيع  ثنا الأعمش ،  عن  سالم بن أبي الجعد ،  عن أبي كبشة الأنماري  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   " مثل هذه الأمة مثل أربعة نفر ; رجل آتاه الله مالا وعلما ، فهو يعمل به في ماله ، وينفقه في حقه ، ورجل آتاه الله علما ولم يؤته مالا ، فهو يقول : لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل الذي يعمل " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فهما في الأجر سواء ، ورجل آتاه الله مالا ، ولم يؤته علما فهو يخبط فيه ينفقه في غير حقه ، ورجل لم يؤته الله مالا ولا علما ، فهو يقول : لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل الذي يعمل " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فهما في الوزر سواء " وهكذا رواه ابن ماجه ،  عن أبي بكر بن أبي شيبة ،  وعلي بن محمد  كلاهما عن  وكيع    . ورواه ابن ماجه  أيضا من وجه آخر من حديث منصور ،  عن  سالم بن أبي الجعد ،  عن ابن أبي كبشة ،   [ ص: 281 ] عن أبيه . وسماه بعضهم عبد الله بن أبي كبشة    . 
وقال أحمد    : حدثنا يزيد بن عبد ربه ،  ثنا محمد بن حرب ،  ثنا الزبيدي ،  عن  راشد بن سعد ،  عن أبي عامر الهوزني ،  عن أبي كبشة الأنماري ،  أنه أتاه فقال : أطرقني من فرسك ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أطرق مسلما فعقب له الفرس كان له كأجر سبعين فرسا حمل عليه في سبيل الله عز وجل   . 
وقد روى الترمذي ،  عن  محمد بن إسماعيل ،  عن أبي نعيم ،  عن عبادة بن مسلم ،  عن  يونس بن خباب ،  عن سعيد أبي البختري الطائي ،  حدثني أبو كبشة  أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :   " ثلاث أقسم عليهن ، وأحدثكم حديثا فاحفظوه ; ما نقص مال عبد من صدقة ، وما ظلم عبد بمظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزا ، ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر " الحديث . وقال : حسن صحيح . وقد رواه أحمد ،  عن غندر ،  عن شعبة ،  عن الأعمش ،  عن  سالم بن أبي الجعد  عنه . 
 [ ص: 282 ] وروى أبو داود   وابن ماجه  من حديث  الوليد بن مسلم ،  عن ابن ثوبان ،  عن أبيه ، عن أبي كبشة الأنماري ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحتجم على هامته ، وبين كتفيه   . 
وروى الترمذي  حدثنا حميد بن مسعدة ،  ثنا محمد بن حمران ،  عن أبي سعيد ،  وهو عبد الله بن بسر  قال : سمعت أبا كبشة الأنماري  يقول : كانت كمام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بطحا   . 
ومنهم أبو مويهبة   مولاه ، عليه الصلاة والسلام . وكان من مولدي مزينة ،  اشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه ، ولا يعرف اسمه رضي الله عنه . وقال مصعب الزبيري  شهد أبو مويهبة  المريسيع  وهو الذي كان يقود  لعائشة ،  رضي الله عنها ، بعيرها . وقد تقدم ما رواه الإمام أحمد  بسنده عنه في ذهابه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل إلى البقيع  فوقف عليه الصلاة والسلام ، فدعا لهم ، واستغفر لهم ، ثم قال :   " ليهنكم ما أنتم فيه مما فيه الناس . أتت الفتن كقطع الليل المظلم يركب بعضها بعضا ، الآخرة أشد من الأولى ، فليهنكم ما أنتم فيه " ثم رجع فقال   " يا أبا مويهبة ،  إني خيرت مفاتيح ما يفتح على أمتي من   [ ص: 283 ] بعدي والجنة أو لقاء ربي ، فاخترت لقاء ربي " قال : فما لبث بعد ذلك إلا سبعا أو ثمانيا حتى قبض صلى الله عليه وسلم . فهؤلاء عبيده ، عليه الصلاة والسلام . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					