[ ص: 328 ] ذكر صفته ، رضي الله عنه  
كان ، رضي الله عنه ، حسن الوجه ، رقيق البشرة ، كبير اللحية ، معتدل القامة ، عظيم الكراديس ، بعيد ما بين المنكبين ، كثير شعر الرأس ، حسن الثغر ، فيه سمرة . وقيل : بياض . وقيل : كان في وجهه شيء من آثار الجدري ، رضي الله عنه . وعن الزهري    : كان حسن الوجه والشعر ، مربوعا ، أضلع ، أروح الرجلين . 
وقال  الإمام أحمد    : ثنا عبد الصمد ،  ثنا سالم أبو جميع ،  ثنا الحسن  وذكر عثمان  وشدة حيائه فقال : إن كان ليكون في البيت والباب عليه مغلق ، فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء ; يمنعه الحياء أن يقيم صلبه . 
وقال عبد الله :  حدثنا زياد بن أيوب ،  ثنا هشيم  قال : زعم أبو المقدام ،  عن  الحسن بن أبي الحسن  قال : دخلت المسجد فإذا أنا بعثمان بن عفان   [ ص: 329 ] متوكئ على ردائه ، فأتاه سقاءان يختصمان فقضى بينهما ، ثم أتيته فنظرت إليه فإذا رجل حسن الوجه ، بوجنتيه نكتات جدري ، وإذا شعره قد كسا ذراعيه   . وقال واقد بن عبد الله    : حدثني من رأى عثمان بن عفان  ضبب أسنانه بالذهب   . 
وقال الواقدي    : حدثنا ابن أبي سبرة ،  عن سعيد بن أبي زيد ،  عن الزهري ،  عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة  قال : كان لعثمان  عند خازنه يوم قتل ثلاثون ألف ألف درهم ، وخمسمائة ألف درهم ، وخمسون ومائة ألف دينار ، فانتهبت وذهبت ، وترك ألف بعير بالربذة ،  وترك صدقات كان تصدق بها ; ببئر أريس ،  وخيبر ،  ووادي القرى  قيمة مائتي ألف دينار   . 
وقال  الإمام أحمد    : ثنا أبو المغيرة ،  ثنا أرطاة بن المنذر ، ثنا أبو عون الأنصاري  أن عثمان  قال  لابن مسعود    : هل أنت منته عما بلغني عنك ؟   [ ص: 330 ] فاعتذر بعض العذر . فقال عثمان    : إني قد سمعت وحفظت ، وليس كما سمعت ، سمعت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إنه سيقتل أمير ، وينتزي منتز "   . وإني أنا المقتول وليس عمر ،  إن عمر  قتله واحد وإنه سيجتمع علي . 
وقال أحمد    : ثنا  وكيع ،  عن إسماعيل ،  عن قيس  قال : حدثني أبو سهلة  أن عثمان  قال يوم الدار : إن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، عهد لي عهدا فأنا صابر عليه . قال قيس : فكانوا يرونه ذلك اليوم . 
ورواه الترمذي  من حديث  وكيع  ويحيى بن سعيد ،  عن إسماعيل بن أبي خالد  به . 
وفي " مسند أبي يعلى    " ، من طريق أبي سهلة  قال : قال لي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم :   " ستبتلى بعدي فلا تقاتل " 
				
						
						
