[ ص: 158 ] وممن توفي في هذه السنة من الأعيان : 
إبراهيم بن الأشتر   
واسم الأشتر مالك بن الحارث النخعي  ، كان أبوه الأشتر  من كبار أمراء علي  ، واستعمله علي  على خراسان  وهو ممن قام على عثمان  وقتله ، وكان إبراهيم  هذا من الأمراء المعروفين بالشجاعة وله شرف ، وهو الذي قتل عبيد الله بن زياد  كما ذكرنا ، ثم صار إلى مصعب بن الزبير  ، وقتل معه هذه السنة كما ذكرنا . 
 عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي  
له صحبة ورواية ، واستعمله علي  على خراسان  ، وسكن الكوفة  ووليها مرة . توفي بالكوفة    . 
عبد الرحمن بن عسيلة أبو عبد الله المرادي الصنابحي   
كان من الصلحاء ، وكان عبد الملك  يجلسه معه على السرير ، وكان عالما فاضلا توفي بدمشق    . 
 [ ص: 159 ] عمر بن أبي سلمة المخزومي المدني   
ربيب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولد بأرض الحبشة ،  وكان عند أمه ; أم سلمة    . وله روايات عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم . 
سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، أبو عبد الرحمن  
كان عبدا  لأم سلمة  فأعتقته وشرطت عليه أن يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أنا لا أزال أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لو لم تعتقيني ما عشت . وقد كان  سفينة  بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم أليفا ، وبهم خليطا ، وروى  الطبراني  أن  سفينة  سئل عن اسمه لم سمي سفينة ؟  قال : سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم  سفينة  ، خرج مرة ومعه أصحابه فثقل عليهم متاعهم ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ابسط كساءك فبسطته فجعل فيه متاعهم ثم قال لي : احمل ، ما أنت إلا سفينة   . قال : فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو خمسة أو ستة ما ثقل علي . 
وروى محمد بن المنكدر  ، عن  سفينة  قال : ركبت مرة سفينة في البحر ،   [ ص: 160 ] فانكسرت بنا فركبت لوحا منها فطرحني البحر إلى غيضة فيها الأسد ، فجاءني فقلت : يا أبا الحارث  ، أنا  سفينة  ، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فطأطأ رأسه ، وجعل يدفعني بجنبه أو بكفه ، حتى وضعني على الطريق ، ثم همهم همهمة فظننت أنه يودعني . 
وقال حماد بن سلمة  ، ثنا سعيد بن جمهان  ، عن  سفينة  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيت فاطمة  فرأى في ناحية البيت قراما مضروبا ، فرجع ولم يدخل ، فقالت فاطمة  لعلي    : سل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الذي رده ؟ فسأله فقال : ليس لي ولا لنبي أن يدخل بيتا مزوقا 
 عمرو بن أخطب أبو زيد الأنصاري الأعرج  
غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة غزوة ، ومسح رأسه وقال : اللهم جمله ، فبلغ مائة سنة ولم يبيض شعره . توفي بالبصرة    . 
غضيف بن الحارث بن زنيم السكوني   
مختلف في صحبته ، له   [ ص: 161 ] روايات عن الصحابة ، قيل : هو من تابعي أهل الشام  ، سكن حمص  ، وكان يتولى صلاة الجمعة نيابة عن خالد بن يزيد  ، وكان من الصالحين . 
يزيد بن الأسود الجرشي السكوني   
كان عابدا زاهدا صالحا ، سكن الشام  بقرية زبدين ،  وقيل : بقرية جسرين  ، وكانت له دار داخل باب شرقي ، وهو مختلف في صحبته ، وله روايات عن الصحابة ، وكان أهل الشام  يستسقون به إذا قحطوا ، وقد استسقى به معاوية  ،  والضحاك بن قيس  ، وكان يجلسه معه على المنبر ، فإذا اجتمع الناس قال معاوية    : " قم يزيد  ، اللهم إنا نتوسل إليك بخيارنا وصلحائنا " ، فيستسقي الله فيسقون . وكان يصلي الصلوات في الجامع بدمشق  ، وكان إذا خرج من القرية يريد الصلاة بالجامع في الليلة المظلمة يضيء له إبهام قدمه - وقيل : أصابع رجليه كلها - حتى يدخل الجامع ، فإذا رجع أضاءت له حتى يدخل القرية ، وذكروا أنه لم يدع شجرة في قرية زبدين  إلا صلى عندها ركعتين ، وكان يمشي في ضوء إبهامه في الليلة المظلمة ذاهبا إلى صلاة العشاء بالجامع بدمشق  ، وآيبا إلى قريته ، وكان يشهد الصلوات بالجامع بدمشق  لا تفوته به صلاة . 
مات بقرية زبدين  أو جسرين  من غوطة دمشق  رحمه الله . 
 [ ص: 162 ]  عمرو بن الأسود ، أبو عياض ، العنسي الحمصي  ، من كبار علماء التابعين بالشام  ، صاحب زهد وعبادة واجتهاد ، قليل التشيع ، توفي بحمص    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					