[ ص: 197 ] ذكر الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى   
قال  موسى بن عقبة ،  عن الزهري   : أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس قبل الهجرة بسنة  . 
وكذا قال ابن لهيعة ،  عن أبي الأسود ،  عن عروة   . 
وقال أبو إسماعيل الترمذي   : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزبيدي بن زبريق ،  قال : حدثنا عمرو بن الحارث ،  عن عبد الله بن سالم ،  عن الزبيدي محمد بن الوليد ،  قال : حدثنا الوليد بن عبد الرحمن ،  أن  جبير بن نفير  قال : حدثنا شداد بن أوس ،  قال : قلنا يا رسول الله كيف أسري بك ؟ قال : " صليت لأصحابي صلاة العتمة بمكة  معتما ، فأتاني جبريل  بدابة بيضاء ، فوق الحمار ودون البغل ، فقال : اركب ، فاستصعب علي ، فرازها بأذنها ، ثم حملني عليها ، فانطلقت تهوي بنا ، يقع حافرها حيث أدرك طرفها ، حتى بلغنا أرضا ذات نخل ، فأنزلني فقال : صل . فصليت ، ثم ركبنا ، فقال : أتدري أين صليت ؟ صليت بيثرب ،  صليت بطيبة . فانطلقت تهوي بنا ، يقع حافرها حيث أدرك طرفها ، ثم بلغنا أرضا ، فقال : انزل فصل . ففعلت ، ثم ركبنا . قال : أتدري أين صليت ؟ قلت : " الله أعلم " . قال : صليت بمدين  عند شجرة موسى  عليه السلام . ثم انطلقت تهوي بنا ، يقع حافرها حيث أدرك طرفها ، ثم بلغنا أرضا بدت لنا قصور ، فقال : انزل ، فصليت  [ ص: 198 ] وركبنا . فقال لي : صليت ببيت لحم  حيث ولد عيسى   . ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني ، فأتى قبلة المسجد فربط فيه دابته ، ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس والقمر ، فصليت من المسجد حيث شاء الله ، وأخذني من العطش أشد ما أخذني ، فأتيت بإناءين لبن وعسل ، أرسل إلي بهما جميعا ، فعدلت بينهما ، ثم هداني الله فأخذت اللبن ، فشربت حتى قرعت به جبيني ، وبين يدي شيخ متكئ على مثراة له ، فقال : أخذ صاحبك الفطرة إنه ليهدى . ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة ، فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي . قلت : يا رسول الله كيف وجدتها ؟ قال : مثل الحمأة السخنة ، ثم انصرف بي فمررنا ببعير لقريش ،  بمكان كذا وكذا ، قد ضلوا بعيرا لهم ، قد جمعه فلان ، فسلمت عليهم ، فقال بعضهم : هذا صوت محمد   . ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة ،  فأتاني أبو بكر  فقال : أين كنت الليلة ، فقد التمستك في مظانك ؟ قلت : علمت أني أتيت بيت المقدس الليلة ، فقال : يا رسول الله إنه مسيرة شهر ، فصفه لي . قال : ففتح لي صراط كأني أنظر إليه ، لا يسألني عن شيء إلا أنبأته عنه . قال : أشهد أنك رسول الله . فقال المشركون : انظروا إلى ابن أبي كبشة ، يزعم أنه أتى بيت المقدس  الليلة ، فقال إن مررت بعير لكم ، بمكان كذا ، ثم كذا ، ويأتونكم يوم كذا ، يقدمهم جمل آدم ، عليه مسح أسود ، وغرارتان سوداوان . فلما كان ذلك اليوم ، أشرف الناس ينظرون حتى كان قريب من نصف النهار ، حين أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل  " . 
قال  البيهقي   : هذا إسناد صحيح . 
 [ ص: 199 ] قلت : ابن زبريق  تكلم فيه  النسائي   . وقال أبو حاتم   : شيخ . 
قال حماد بن سلمة   : حدثنا أبو حمزة ،  عن إبراهيم ،  عن علقمة ،  عن ابن مسعود ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " أتيت بالبراق فركبته خلف جبريل ،  فسار بنا ، فكان إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه ، وإذا هبط ارتفعت يداه ، فسار بنا في أرض فيحاء طيبة ، فأتينا على رجل قائم يصلي ، فقال : من هذا معك يا جبريل ؟  قال : أخوك محمد ،  فرحب ودعا لي بالبركة ، وقال : سل لأمتك اليسر ، ثم سار فذكر أنه مر على موسى  وعيسى ،  قال : ثم أتينا على مصابيح فقلت : ما هذا ؟ قال : هذه شجرة أبيك إبراهيم ،  تحب أن تدنوا منها ؟ قلت : نعم . فدنونا منها ، فرحب بي ، ثم مضينا حتى أتينا بيت المقدس ،  ونشر لي الأنبياء من سمى الله ومن لم يسم ، وصليت بهم إلا هؤلاء النفر الثلاثة : موسى ،  وعيسى ،  وإبراهيم ،  فربطت الدابة بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ، ثم دخلت المسجد فقربت لي الأنبياء ، من سمى الله منهم ، ومن لم يسم ، فصليت بهم  . 
هذا حديث غريب ، وأبو حمزة هو ميمون ،  ضعيف . 
وقال يونس ،  عن الزهري  عن ابن المسيب ،  عن  أبي هريرة ،  قال : أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به بإيلياء  بقدحين من خمر ولبن ، فنظر إليهما ، فأخذ اللبن ، فقال له جبريل   : الحمد لله الذي هداك للفطرة ، لو أخذت الخمر غوت أمتك  . متفق عليه . 
قرأت على القاضي سليمان بن حمزة ،  أخبركم محمد بن عبد الواحد الحافظ ،  قال : أخبرنا الفضل بن الحسين ،  قال : أخبرنا علي بن الحسن الموازيني ،  قال : أخبرنا محمد بن عبد الرحمن ،  قال : أخبرنا يوسف  [ ص: 200 ] القاضي ،  قال : أخبرنا أبو يعلى التميمي ،  قال : حدثنا محمد بن إسماعيل الوساوسي ،  قال : حدثنا ضمرة ،  عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني ،  عن  أبي صالح مولى أم هانئ ،  عن أم هانئ ،  قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلس وأنا على فراشي فقال : " شعرت أني نمت الليلة في المسجد الحرام ،  فأتى جبريل  فذهب بي إلى باب المسجد ، فإذا دابة أبيض ، فوق الحمار ، ودون البغل ، مضطرب الأذنين ، فركبته ، وكان يضع حافره مد بصره ، إذا أخذ بي في هبوط طالت يداه ، وقصرت رجلاه ، وإذا أخذ بي في صعود طالت رجلاه وقصرت يداه ، وجبريل  لا يفوتني ، حتى انتهينا إلى بيت المقدس ،  فأوثقته بالحلقة التي كانت الأنبياء توثق بها ، فنشر لي رهط من الأنبياء ، فيهم إبراهيم ،  وموسى ،  وعيسى ،  فصليت بهم وكلمتهم ، وأتيت بإناءين أحمر وأبيض ، فشربت الأبيض ، فقال لي جبريل   : شربت اللبن وتركت الخمر ، لو شربت الخمر لارتدت أمتك . ثم ركبته إلى المسجد الحرام ، فصليت به الغداة " . قالت : فتعلقت بردائه ، وقلت : أنشدك الله يا ابن عم أن تحدث بهذا قريشا  فيكذبك من صدقك . فضرب بيده على ردائه فانتزعه من يدي ، فارتفع عن بطنه ، فنظرت إلى عكنه فوق إزاره وكأنه طي القراطيس ، وإذا نور ساطع عند فؤاده ، يكاد يختطف بصري ، فخررت ساجدة ، فلما رفعت رأسي إذا هو قد خرج ، فقلت لجاريتي نبعة   : ويحك اتبعيه فانظري : فلما رجعت أخبرتني أنه انتهى إلى قريش  في الحطيم ، فيهم المطعم بن عدي ،  وعمرو بن هشام ،  والوليد بن المغيرة ،  فقص عليهم مسراه ، فقال عمرو  كالمستهزئ : صفهم لي . قال : أما عيسى  ففوق الربعة ، عريض الصدر ، ظاهر الدم ، جعد الشعر ، تعلوه صهبة ، كأنه عروة بن مسعود الثقفي ،  وأما موسى  فضخم ، آدم ، طوال ، كأنه من  [ ص: 201 ] رجال شنوءة ،  كثير الشعر ، غائر العينين ، متراكب الأسنان ، مقلص الشفتين ، خارج اللثة ، عابس ، وأما إبراهيم ،  فوالله لأشبه الناس بي خلقا وخلقا . فضجوا وأعظموا ذلك ، فقال المطعم   : كل أمرك كان قبل اليوم أمما ، غير قولك اليوم ، أنا أشهد أنك كاذب! نحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس شهرا ، أتيته في ليلة! . 
وذكر باقي الحديث ، وهو حديث غريب ، والوساوسي  ضعيف تفرد به . 
وقال مسلم   : حدثنا محمد بن رافع ،  قال : حدثنا حجين بن المثنى ،  قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ،  عن عبد الله بن الفضل الهاشمي ،  عن أبي سلمة ،  عن  أبي هريرة ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد رأيتني في الحجر ،  وقريش تسألني عن مسراي ، فسألوني عن أشياء من بيت المقدس  لم أثبتها ، فكربت كربا ما كربت مثله قط ، فرفعه الله لي ، أنظر إليه ، ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به ، وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء ، فإذا موسى  قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد ، كأنه من رجال شنوءة ، وإذا عيسى ابن مريم  قائم يصلي ، أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي ،  وإذا إبراهيم  قائم يصلي أشبه الناس به صاحبكم يعني نفسه ، فحانت الصلاة فأممتهم ، فلما فرغت من الصلاة قال لي قائل : يا محمد  هذا مالك  صاحب النار ، فسلم عليه . فالتفت إليه فبدأني بالسلام  " . 
وقد رواه أبو سلمة  أيضا ، عن جابر  مختصرا . 
قال الليث ،  عن عقيل ،  عن ابن شهاب ،  قال : أخبرني أبو سلمة ،  قال : سمعت  جابر بن عبد الله  يحدث ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : 
 [ ص: 202 ]  " لما كذبتني قريش  قمت في الحجر  فجلا الله لي بيت المقدس ،  فطفقت أخبرهم عن آياته ، وأنا أنظر إليه  . أخرجاه . 
وقال إبراهيم بن سعد ،  عن صالح بن كيسان ،  عن ابن شهاب   : سمعت ابن المسيب  يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتهى إلى بيت المقدس  لقي فيه إبراهيم ،  وموسى ،  وعيسى ،  ثم أخبر أنه أسري به ، فافتتن ناس كثير كانوا قد صلوا معه  . وذكر الحديث . وهذا مرسل . 
وقال محمد بن كثير المصيصي   : حدثنا معمر ،  عن الزهري ،  عن عروة ،  عن عائشة ،  قالت : لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى ،  أصبح يتحدث الناس بذلك ، فارتد ناس ممن آمن ، وسعوا إلى أبي بكر ،  فقالوا : هل لك في صاحبك ، يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس   ! قال : أو قال ذلك ؟ قالوا : نعم . قال : لئن قال ذلك لقد صدق . قالوا : وتصدقه ! قال : نعم إني لأصدقه بما هو أبعد من ذلك ، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة . فلذلك سمي أبو بكر الصديق   . 
وقال  معتمر بن سليمان التيمي ،  عن أبيه ، سمع أنسا  يقول : حدثني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر على موسى  وهو يصلي في قبره  . وذكر الحديث . 
وقال عبد العزيز بن عمران بن مقلاص الفقيه ،  ويونس ،  وغيرهما : حدثنا ابن وهب ،  قال : حدثني يعقوب بن عبد الرحمن الزهري ،  عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ،  عن أنس بن مالك ،  قال : لما جاء جبريل  عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبراق ،  [ ص: 203 ] فكأنها أمرت ذنبها ، فقال لها جبريل   : مه يا براق ، فوالله إن ركبك مثله . وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هو بعجوز على جانب الطريق ، فقال : " ما هذه يا جبريل  ؟ قال له : سر يا محمد ،  فسار ما شاء الله أن يسير فإذا شيء يدعوه متنحيا عن الطريق يقول : هلم يا محمد ،  فقال جبريل   : سر يا محمد   . فسار ما شاء الله أن يسير ، قال : فلقيه خلق من الخلق ، فقالوا : السلام عليك يا آخر ، السلام عليك يا حاشر . فرد السلام ، فانتهى إلى بيت المقدس ،  فعرض عليه الماء ، والخمر ، واللبن ، فتناول اللبن ، فقال له جبريل   : أصبت الفطرة ، ولو شربت الماء لغرقت أمتك وغرقت ، ولو شربت الخمر لغويت وغوت أمتك . ثم بعث له آدم  فمن دونه من الأنبياء ، فأمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ، ثم قال له جبريل   : أما العجوز فلم يبق من الدنيا إلا ما بقي من عمر تلك العجوز ، وأما الذي أراد أن تميل إليه ، فذاك عدو الله إبليس ، أراد أن تميل إليه ، وأما الذين سلموا عليك فإبراهيم ،  وموسى ،  وعيسى   . 
أنبئنا عن ابن كليب ،  عن ابن بيان ،  قال : أخبرنا بشر بن القاضي ،  قال : حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ،  قال : أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة ،  قال : حدثنا أبو عمر ابن النحاس ،  قال : حدثنا الوليد ،  قال : حدثني الأوزاعي ،  عن  يحيى بن أبي كثير ،  عن أبي سلمة  قال : رئي عبادة بن الصامت  على حائط بيت يبكي فقيل : ما يبكيك ؟ فقال : من هاهنا حدثنا رسول الله أنه رأى ملكا يقلب جمرا كالقطف  . إسناده جيد . 
وقال النضر بن شميل ،  وروح ،  وغندر   : أخبرنا عوف ،  قال : حدثنا زرارة بن أوفى ،  قال ابن عباس   : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما كانت  [ ص: 204 ] ليلة أسري بي ، ثم أصبحت بمكة ،  فظعت بأمري ، وعلمت بأن الناس يكذبوني . قال : فقعد معتزلا حزينا ، فمر به أبو جهل ،  فجاء فجلس فقال كالمستهزئ : هل كان من شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نعم ، قال : ما هو ؟ قال : إني أسري بي الليلة . قال : إلى أين ؟ قال : فلم ير أنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث ، فدعا قومه ، فقال : أرأيت إن دعوت إليك قومك أتحدثهم بما حدثتني ؟ قال : نعم . فدعا قومه فقال : يا معشر بني كعب بن لؤي  هلم ، فانتقضت المجالس ، فجاءوا حتى جلسوا إليهما ، فقال : حدثهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أسري بي الليلة . قالوا : إلى أين ؟ قال : إلى بيت المقدس   . قالوا : ثم أصبحت بين ظهرينا! قال : نعم . قال : فمن بين مصفر ، وواضع يده على رأسه مستعجب للكذب ، زعم ، قال : وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد ، فقال : هل تستطيع أن تنعت لنا المسجد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذهبت أنعت ، فما زلت حتى التبس علي بعض النعت ، قال : فجيء بالمسجد حتى وضع دون دار عقيل أو عقال   . قال : فنعته وأنا أنظر إليه . فقالوا : أما النعت فقد والله أصاب  . ورواه هوذة ،  عن عوف   . 
مسلم بن إبراهيم   : قال : حدثنا الحارث بن عبيد ،  قال : حدثنا أبو عمران ،  عن أنس ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بينما أنا قاعد ذات يوم ، إذ دخل جبريل ،  فوكز بين كتفي ، فقمت إلى شجرة فيها مثل وكري  [ ص: 205 ] الطائر ، فقعد في واحدة ، وقعدت في أخرى ، فارتفعت حتى سدت الخافقين ، فلو شئت أن أمس السماء لمسست ، وأنا أقلب طرفي فالتفت إلى جبريل ،  فإذا هو لاطئ ، فعرفت فضل علمه بالله ، وفتح لي باب السماء ورأيت النور الأعظم ، ثم أوحى الله إلي ما شاء أن يوحي  " 
إسناده جيد حسن ، والحارث  من رجال مسلم   . 
 سعيد بن منصور   : حدثنا أبو معشر ،  عن أبي وهب مولى أبي هريرة ،  عن  أبي هريرة ،  قال : " لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به ، قال : يا جبريل  إن قومي لا يصدقوني . قال : يصدقك أبو بكر وهو الصديق   . 
رواه إسحاق بن سليمان ،  عن  يزيد بن هارون ،  قال : أخبرنا مسعر ،  عن أبي وهب هلال بن خباب ،  عن عكرمة ،  عن ابن عباس ،  قال : فحدثهم صلى الله عليه وسلم بعلامة بيت المقدس ،  فارتدوا كفارا ، فضرب الله رقابهم مع أبي جهل   . وقال أبو جهل :  يخوفنا محمد  بشجرة الزقوم ، هاتوا تمرا وزبدا ، فتزقموا . ورأى الدجال في صورته رؤيا عين ، ليس برؤيا منام ، وعيسى ،  وموسى ،  وإبراهيم   . وذكر الحديث . 
وقال حماد بن سلمة  ، عن عاصم ،  عن زر ،  عن حذيفة   : أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بالبراق ، وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل ، فلم يزايلا ظهره هو وجبريل ،  حتى انتهيا به إلى بيت المقدس ،  فصعد به جبريل  إلى السماء ، فاستفتح جبريل ،  فأراه الجنة والنار ، ثم قال لي : هل صلى في بيت المقدس ؟ قلت : نعم . قال : اسمك يا أصلع . قلت : زر بن حبيش   . قال : فأين تجده صلاها ؟ فتأولت الآية : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى   ( 1 ) ) [ الإسراء ]  [ ص: 206 ] قال : فإنه لو صلى لصليتم كما تصلون في المسجد الحرام . قلت : لحذيفة   : أربط الدابة بالحلقة التي كانت تربط بها الأنبياء ؟ قال : أكان يخاف أن تذهب منه وقد أتاه الله بها . كأن حذيفة  لم يبلغه أنه صلى في المسجد الأقصى ،  ولا ربط البراق بالحلقة . 
وقال ابن عيينة ،  عن عمرو ،  عن عكرمة ،  عن ابن عباس   ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس   ( 60 ) ) [ الإسراء ] قال : هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به . ( والشجرة الملعونة في القرآن   ( 60 ) ) [ الإسراء ] قال : هي شجرة الزقوم  . أخرجه  البخاري   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					