أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب   تفريع على جملة للذين استجابوا لربهم الحسنى  الآية . فالكلام لنفي استواء المؤمن والكافر في صورة الاستفهام تنبيها على غفلة الضالين عن عدم الاستواء ، كقوله أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون    . 
واستعير لمن لا يعلم أن القرآن حق اسم الأعمى لأنه انتفى علمه بشيء ظاهر بين فأشبه الأعمى . فالكاف للتشابه مستعمل في التماثل . والاستواء المراد به التماثل في الفضل بقرينة ذكر العمى . ولهذه الجملة في المعنى اتصال بقوله في أول السورة والذي أنزل إليك من ربك الحق  إلى لا يؤمنون . 
وجملة إنما يتذكر أولو الألباب تعليل للإنكار الذي هو بمعنى الانتفاء بأن سبب عدم علمهم بالحق أنهم ليسوا أهلا للتذكر ; لأن التذكر من شعار أولي الألباب . أي العقول . 
والقصر بـ ( إنما ) إضافي ، أي لا غير أولي الألباب . فهو تعريض بالمشركين بأنهم لا عقول لهم إذ انتفت عنهم فائدة عقولهم . 
 [ ص: 124 ] والألباب : العقول . وتقدم في آخر سورة آل عمران . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					