[ ص: 338 ] إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون   تعليل للأمر بالاقتصار على قدر الجرم في العقوبة ، وللترغيب في الصبر على الأذى ، والعفو عن المعتدين ، ولتخصيص النبيء صلى الله عليه وسلم بالأمر بالصبر ، والاستعانة على تحصيله بمعونة الله تعالى ، ولصرف الكدر عن نفسه من جراء أعمال الذين لم يؤمنوا به . 
علل ذلك كله بأن الله مع الذين يتقونه فيقفون عندما حد لهم ، ومع المحسنين ، والمعية هنا مجاز في التأييد والنصر . 
وأتى في جانب التقوى بصلة فعلية ماضية للإشارة إلى لزوم حصولها ، وتقررها من قبل ; لأنها من لوازم الإيمان ; لأن التقوى آيلة إلى أداء الواجب ، وهو حق على المكلف ، ولذلك أمر فيها بالاقتصار على قدر الذنب . 
وأتى في جانب الإحسان بالجملة الاسمية للإشارة إلى كون الإحسان ثابتا لهم دائما معهم ; لأن الإحسان فضيلة ، فيصاحبه حاجة إلى رسوخه من نفسه ، وتمكنه . 
				
						
						
