يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر   
استئناف بياني كالعلة لقوله : ومن كان مريضا  إلخ ، بين به حكمة الرخصة ؛ أي : شرع لكم القضاء ؛ لأنه يريد بكم اليسر عند المشقة . 
وقوله : ولا يريد بكم العسر  نفي لضد اليسر ، وقد كان يقوم مقام هاتين الجملتين جملة قصر ؛ نحو أن يقول : ما يريد بكم إلا اليسر ، لكنه عدل عن جملة القصر إلى جملتي إثبات ونفي ؛ لأن المقصود ابتداء هو جملة الإثبات لتكون تعليلا للرخصة ، وجاءت بعدها جملة النفي تأكيدا لها ، ويجوز أن يكون قوله : يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر  تعليلا لجميع ما تقدم من قوله : كتب عليكم الصيام  إلى هنا ، فيكون إيماء إلى أن مشروعية الصيام  وإن كانت تلوح في صورة المشقة والعسر فإن في طيها من المصالح ما يدل على أن الله أراد بها اليسر أي : تيسير تحصيل رياضة النفس بطريقة سليمة من إرهاق أصحاب بعض الأديان الأخرى أنفسهم . 
وقرأ الجمهور : اليسر والعسر بسكون السين فيهما ، وقرأه أبو جعفر  بضم السين ضمة إتباع . 
 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					