لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل   بدل اشتمال من جملة ألا ذلك هو الخسران المبين  وخص بالإبدال لأنه أشد خسرانهم عليهم لتسلطه على إهلاك أجسامهم . والخسران يشتمل على غير ذلك من الخزي وغضب الله واليأس من النجاة . فضمير " لهم " عائد إلى مجموع أنفسهم وأهليهم . 
والظلل : اسم جمع ظلة ، وهي شيء مرتفع من بناء أو أعواد مثل الصفة يستظل به الجالس تحته ، مشتقة من الظل لأنها يكون لها ظل في الشمس ، وتقدم ذلك عند قوله تعالى إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام  في سورة البقرة ، وقوله وإذا غشيهم موج كالظلل  في سورة لقمان . وهي هنا استعارة للطبقة التي تعلو أهل النار في نار جهنم بقرينة قوله من النار ، شبهت بالظلة في العلو والغشيان   [ ص: 362 ] مع التهكم لأنهم يتمنون ما يحجب عنهم حر النار فعبر عن طبقات النار بالظلل إشارة إلى أنهم لا واقي لهم من حر النار على نحو تأكيد الشيء بما يشبه ضده ، وقوله " لهم " ترشيح للاستعارة . 
وأما إطلاق الظلل على الطبقات التي تحتهم فهو من باب المشاكلة ولأن الطبقات التي تحتهم من النار تكون ظللا لكفار آخرين لأن جهنم دركات كثيرة . 
				
						
						
