[ ص: 5 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
سورة الأحقاف 
سميت هذه السورة ( سورة الأحقاف ) في جميع المصاحف وكتب السنة ، ووردت تسميتها بهذا الاسم في كلام  عبد الله بن عباس    . روى  أحمد بن حنبل  بسند جيد عن  ابن عباس  قال : أقرأني رسول الله سورة من آل حم وهي الأحقاف ، وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت ثلاثين   . 
وكذلك وردت تسميتها في كلام  عبد الله بن مسعود  أخرج الحاكم  بسند صححه عن  ابن مسعود  قال : أقرأني رسول الله سورة الأحقاف الحديث . 
وحديث  ابن عباس  السابق يقتضي أنها تسمى ثلاثين إلا أن ذلك لا يختص بها فلا يعد من أسمائها . ولم يذكرها في الإتقان في عداد السور ذات أكثر من اسم . 
ووجه تسميتها ( الأحقاف )  ورود لفظ الأحقاف فيها ولم يرد في غيرها من سور القرآن . 
وهي مكية قال القرطبي    : باتفاق جميعهم ، وفي إطلاق كثير من المفسرين . وبعض المفسرين نسبوا استثناء آيات منها إلى بعض القائلين ، فحكى ابن عطية  استثناء آيتين هما قوله - تعالى - قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به  إلى الظالمين فإنها أشارت إلى إسلام  عبد الله بن سلام  وهو إنما أسلم بعد الهجرة ، وقوله فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل    . وفي الإتقان ثلاثة أقوال باستثناء آيات ثلاث منها الاثنتان اللتان ذكرهما ابن عطية  ، والثالثة ووصينا الإنسان بوالديه  إلى قوله خاسرين . وسيأتي ما يقتضي أنها نزلت بعد مضي عامين   [ ص: 6 ] من البعثة وأسانيد جميعها متفاوتة . وأقواها ما روي في الآية الأولى منها ، وسنبين ذلك عند الكلام عليها في مواضعها . 
وهذه السورة معدودة الخامسة والستين في عداد نزول السور ، نزلت بعد الجاثية وقبل الذاريات . 
وعدت آيها عند جمهور أهل الأمصار أربعا وثلاثين ، وعدها أهل الكوفة  خمسا وثلاثين والاختلاف في ذلك مبني على أن حم تعتبر آية مستقلة أو لا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					