فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية   ابتدئ بذكر ثمود ؛ لأن العذاب الذي أصابهم من قبيل القرع إذ أصابتهم الصواعق المسماة في بعض الآيات بالصيحة . والطاغية : الصاعقة في قول  ابن عباس  وقتادة    : نزلت عليهم صاعقة أو صواعق فأهلكتهم ؛ ولأن منازل ثمود كانت في طريق أهل مكة  إلى الشام  في رحلتهم فهم يرونها ، قال تعالى فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا  ؛ ولأن الكلام على مهلك عاد أنسب فأخر لذلك أيضا . 
وإنما سميت الصاعقة أو الصيحة بالطاغية ؛ لأنها كانت متجاوزة الحال المتعارف في الشدة فشبه فعلها بفعل الطاغي المتجاوز الحد في العدوان والبطش . 
والباء في قول ( بالطاغية ) للاستعانة . 
وثمود : أمة من العرب البائدة العاربة ، وهم أنساب عاد . وثمود : اسم جد تلك الأمة ولكن غلب على الأمة فلذلك منع من الصرف للعلمية والتأنيث باعتبار الأمة أو القبيلة . 
وتقدم ذكر ثمود عند قوله تعالى وإلى ثمود أخاهم صالحا  في سورة الأعراف . 
				
						
						
