وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا   الواو واو الحال أو اعتراضية ؛ لأن مضمونها تذييل لجملة ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم  ، أي : أحاط بجميع ما لدى الرسل من تبليغ وغيره ، وأحاط بكل شيء مما عدا ذلك ، فقوله وأحاط بما لديهم  تعميم بعد تخصيص ما قبله بعلمه بتبليغهم ما أرسل إليهم ، وقوله وأحصى كل شيء عددا  تعميم أشمل بعد تعميم ما . 
وعبر عن العلم بالإحصاء على طريق الاستعارة تشبيها لعلم الأشياء بمعرفة الأعداد ؛ لأن معرفة الأعداد أقوى ، وقوله ( عددا ) ترشيح للاستعارة . 
والعدد : بالفك اسم لمعدود ، وبالإدغام مصدر عد ، فالمعنى هنا : وأحصى كل شيء معدودا ، وهو نصب على الحال ، بخلاف قوله تعالى وعدهم عدا    . وفرق العرب بين المصدر والمفعول ؛ لأن المفعول أوغل في الاسمية من المصدر فهو أبعد عن الإدغام ؛ لأن الأصل في الإدغام للأفعال . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					