[ ص: 488 ]  [ ص: 489 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
سورة الزلزلة  
سميت هذه السورة في كلام الصحابة سورة ( إذا زلزلت    ) روى الواحدي  في أسباب النزول عن  عبد الله بن عمرو  نزلت إذا زلزلت وأبو بكر  قاعد فبكى الحديث ( 1 ) . وفي حديث  أنس بن مالك  مرفوعا عند الترمذي    :   ( إذا زلزلت    ) تعدل نصف القرآن   . وكذلك عنونها  البخاري   والترمذي    . 
وسميت في كثير من المصاحف ، ومن كتب التفسير ( سورة الزلزال ) . 
وسميت في مصحف بخط كوفي قديم من مصاحف القيروان    ( زلزلت ) ، وكذلك سماها في الإتقان في السور المختلف في مكان نزولها ، وكذلك تسميتها في تفسير ابن عطية  ، ولم يعدها في الإتقان في عداد السور ذوات أكثر من اسم ، فكأنه لم ير هذه ألقابا لها ، بل جعلها حكاية بعض ألفاظها ، ولكن تسميتها سورة الزلزلة تسمية بالمعنى لا بحكاية بعض كلماتها . 
واختلف فيها ، فقال  ابن عباس   وابن مسعود  ومجاهد  وعطاء  والضحاك    : هي مكية . وقال قتادة  ومقاتل    : مدنية ونسب إلى  ابن عباس  أيضا . والأصح أنها مكية واقتصر عليه البغوي  وابن كثير   ومحمد بن الحسن النيسابوري  في تفاسيرهم . وذكر القرطبي  عن جابر  أنها مكية ، ولعله يعني :  جابر بن عبد الله  الصحابي ; لأن المعروف عن  جابر بن زيد  أنها مدنية ، فإنها معدودة في نول السور المدنية فيما روي عن  جابر بن زيد    . وقال ابن عطية    : آخرها وهو فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره  الآية . نزل في رجلين كانا بالمدينة  اهـ . وستعلم أنه لا دلالة فيه على ذلك . 
 [ ص: 490 ] وقد عدت الرابعة والتسعين في عداد نزول السور فيما روي عن  جابر بن زيد  ونظمه الجعبري  وهو بناء على أنها مدنية جعلها بعد سورة النساء وقبل سورة الحديد . 
وعدد آيها تسع عند جمهور أهل العدد ، وعدها أهل الكوفة  ثماني للاختلاف في أن قوله : يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم  آيتان أو آية واحدة . 
				
						
						
