قوله تعالى : (  ويوم يعض الظالم على يديه      )   الآية [ 27 ] .  
656 - قال   ابن عباس     - في رواية   عطاء الخراساني     : كان  أبي بن خلف  يحضر النبي - صلى الله عليه وسلم - ويجالسه ويستمع إلى كلامه من غير أن يؤمن به ، فزجره  عقبة بن أبي معيط  عن ذلك ، فنزلت هذه الآية .  
657 - وقال   الشعبي     : وكان  عقبة  خليلا  لأمية بن خلف ،  فأسلم  عقبة  فقال  أمية     : وجهي من وجهك حرام إن تابعت  محمدا      . وكفر وارتد لرضا  أمية ،  فأنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية .  
657 م - وقال آخرون :  إن  أبي بن خلف  وعقبة بن أبي معيط  كانا متحالفين ، وكان  عقبة  لا يقدم من سفر إلا صنع طعاما فدعا إليه أشراف قومه ، وكان يكثر مجالسة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقدم من سفره ذات يوم ، فصنع طعاما ، فدعا الناس ، ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى طعامه ، فلما قرب الطعام قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله " ، فقال عقبة : أشهد أن لا إله إلا الله وأن  محمدا   رسول الله ، فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من طعامه . وكان  أبي بن خلف  غائبا ، فلما أخبر بقصته قال : صبأت يا  عقبة ،  فقال : والله ما صبأت ، ولكن دخل علي رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له ، فاستحييت أن يخرج من بيتي ولم يطعم ، فشهدت [ له ] فطعم ، فقال  أبي     : ما أنا بالذي أرضى عنك أبدا إلا أن تأتيه فتبزق في وجهه ، وتطأ عنقه ، ففعل ذلك  عقبة ،  فأخذ رحم دابة ، فألقاها بين كتفيه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا ألقاك خارجا من  مكة   إلا علوت رأسك بالسيف " . فقتل  عقبة  يوم  بدر   صبرا . وأما  أبي بن خلف  فقتله النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم  أحد   في المبارزة ، فأنزل الله تعالى فيهما هذه الآية     .  
وقال  الضحاك     : لما بزق  عقبة  في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد بزاقه في وجهه فتشعب شعبتين ، فأحرق خديه وكان أثر ذلك فيه حتى مات     .  
				
						
						
