قوله تعالى : يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض   الآية ، على القراءات الثلاث معناه أنهم يتمنون أن يستووا بالأرض ، فيكونوا ترابا مثلها على أظهر الأقوال ، ويوضح هذا المعنى قوله تعالى : يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا    [ 78 \ 40 ] . 
قوله تعالى : ولا يكتمون الله حديثا  بين في موضع آخر أن عدم الكتم المذكور هنا ، إنما هو باعتبار إخبار أيديهم وأرجلهم بكل ما عملوا عند الختم على أفواههم إذا أنكروا شركهم ومعاصيهم وهو قوله تعالى : اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون    [ 36 \ 65 ] ، فلا يتنافى قوله : ولا يكتمون الله حديثا    [ 4 \ 42 ] ، مع قوله عنهم : والله ربنا ما كنا مشركين    [ 6 \ 23 ] ، وقوله عنهم أيضا : ما كنا نعمل من سوء    [ 16 \ 28 ] ، وقوله عنهم : بل لم نكن ندعو من قبل شيئا    [ 40 ] ، للبيان الذي ذكرنا والعلم عند الله تعالى . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					