قوله - تعالى - : لتنذر أم القرى ومن حولها     . 
خص الله - تبارك وتعالى - في هذه الآية الكريمة إنذاره - صلى الله عليه وسلم - بأم القرى  ومن حولها ، والمراد بأم القرى مكة    - حرسها الله - . 
ولكنه أوضح في آيات أخر أن إنذاره عام لجميع الثقلين ، كقوله - تعالى - قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا    [ 7 \ 158 ] . وقوله - تعالى - : تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا    [ 25 \ 1 ] .   [ ص: 45 ] وقوله - تعالى - : وما أرسلناك إلا كافة للناس  الآية [ 34 \ 28 ] . كما أوضحنا ذلك مرارا في هذا الكتاب المبارك . 
وقد ذكرنا الجواب عن تخصيص أم القرى  ومن حولها هنا ، وفي سورة " الأنعام " في قوله - تعالى - : ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به  الآية [ 6 \ 92 ] . في كتابنا " دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب " فقلنا فيه : والجواب من وجهين : 
الأول : أن المراد بقوله : ومن حولها  شامل لجميع الأرض ، كما رواه  ابن جرير  وغيره ، عن  ابن عباس    . 
الوجه الثاني : أنا لو سلمنا تسليما جدليا أن قوله ومن حولها  لا يتناول إلا القريب من مكة المكرمة    - حرسها الله - كجزيرة العرب مثلا ، فإن الآيات الأخر ، نصت على العموم ، كقوله ليكون للعالمين نذيرا    [ 25 \ 1 ] . وذكر بعض أفراد العام بحكم العام - لا يخصصه عند عامة العلماء ، ولم يخالف فيه إلا أبو ثور . 
وقد قدمنا ذلك واضحا بأدلته في سورة " المائدة " ، فالآية على هذا القول كقوله وأنذر عشيرتك الأقربين    [ 26 \ 214 ] ; فإنه لا يدل على عدم إنذار غيرهم ، كما هو واضح . والعلم عند الله - تعالى - ا هـ منه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					