قوله تعالى : هم العدو فاحذرهم     . 
فيه ما يشعر بحصر العداوة في المنافقين مع وجودها في المشركين واليهود ، ولكن إظهار المشركين شركهم ، وإعلان اليهود كفرهم مدعاة للحذر طبعا . 
أما هؤلاء فادعاؤهم الإيمان وحلفهم عليه ، قد يوحي بالركون إليهم ولو رغبة في تأليفهم ، فكانوا أولى بالتحذير منهم لشدة عداوتهم ولقوة مداخلتهم مع المسلمين ، مما يمكنهم من الاطلاع على جميع شئونهم . 
وقد جاء في آخر السورة كله كاشفا لحقيقتهم ومبينا شدة عداوتهم سواء في قولهم : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا    [ 63 \ 7 ] ، أو في تآمرهم على المسلمين في قولهم : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل    [ 63 \ 8 ] . وقوله : إن الله لا يهدي القوم الفاسقين    [ 63 \ 6 ] . 
( هم ) هنا المنافقون ; كقوله تعالى : إن المنافقين هم الفاسقون    [ 9 \ 67 ] . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					