قوله تعالى : أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها   
لما كان فرعون  على تلك المثابة من الطغيان والكفر ، وكان من أسباب طغيانه الملك والقوة ، كما في قوله تعالى : وفرعون ذي الأوتاد    [ 89 \ 10 ] ، وقوله : إن فرعون علا في الأرض    [ 28 \ 4 ] ، وقوله عنه : أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي    [ 43 \ 51 ] . 
وهذه كلها مظاهر طغيانه وعوامل قوته ، خاطبهم الله بما آل إليه هذا الطغيان ، ثم خاطبهم في أنفسهم محذرا من طغيان القوة : أأنتم أشد خلقا أم السماء  ، حتى لو   [ ص: 422 ] ادعيتم أنكم أشد قوة من فرعون  ، الذي أخذه الله نكال الآخرة والأولى ، فهل أنتم أشد خلقا أم السماء  ؟ 
وقد جاء الجواب مصرحا بأن السماء أشد خلقا منهم في قوله تعالى : لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون    [ 40 \ 57 ] . 
وبين ضعف الإنسان في قوله في نفس المعنى : فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب    [ 37 \ 11 ] . 
وفي هذا بيان على قدرته تعالى على بعثهم بعد إماتتهم وصيرورتهم عظاما نخرة . 
وتقدم للشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - شيء من ذلك عند آية " الصافات " : فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا    [ 37 \ 11 ] . 
				
						
						
