قوله تعالى : وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى     . 
هذه الآية الكريمة تدل على أن الاستغفار والتوبة إلى الله تعالى من الذنوب  سبب لأن يمتع الله من فعل ذلك متاعا حسنا إلى أجل مسمى ; لأنه رتب ذلك على الاستغفار والتوبة ترتيب الجزاء   [ ص: 170 ] على شرطه . 
والظاهر أن المراد بالمتاع الحسن : سعة الرزق ، ورغد العيش ، والعافية في الدنيا ، وأن المراد بالأجل المسمى : الموت ، ويدل لذلك قوله تعالى في هذه السورة الكريمة عن نبيه هود  عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم    [ 11 \ 52 ] ، وقوله تعالى عن " نوح " : فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا  يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا    [ 71 \ 10 - 12 ] ، وقوله تعالى : من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة  الآية [ 16 \ 97 ] ، وقوله : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض  الآية [ 7 \ 96 ] ، وقوله : ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم    [ 5 \ 66 ] ، وقوله : ومن يتق الله يجعل له مخرجا  ويرزقه من حيث لا يحتسب    [ 65 \ 2 ، 3 ] ، إلى غير ذلك من الآيات . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					