قوله تعالى : وإنها لبسبيل مقيم     . 
بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن ديار قوم   [ ص: 288 ] لوط  ، وآثار تدمير الله لها بسبيل مقيم أي بطريق ثابت يسلكه الناس لم يندرس بعد ، يمر بها أهل الحجاز  في ذهابهم إلى الشام  ، والمراد أن آثار تدمير الله لهم التي تشاهدون في أسفاركم فيها لكم عبرة ومزدجر يوجب عليكم الحذر من أن تفعلوا كفعلهم ، لئلا ينزل الله بكم مثل ما أنزل بهم ، وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر كقوله : وإنكم لتمرون عليهم مصبحين  وبالليل أفلا تعقلون    [ 37 \ 137 - 138 ] وقوله : أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها    [ 47 \ 10 ] . وقوله فيها وفي ديار أصحاب الأيكة    : وإنهما لبإمام مبين    [ 15 \ 79 ] ، إلى غير ذلك من الآيات . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					