قوله تعالى : وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها  إن الله لغفور رحيم  ، ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة : أن بني آدم لا يقدرون على إحصاء نعم الله  لكثرتها عليهم ، وأتبع ذلك بقوله : إن الله لغفور رحيم    [ 16 \ 18 ] ، فدل ذلك على تقصير بني آدم في شكر تلك النعم ، وأن الله يغفر لمن تاب منهم ، ويغفر لمن شاء أن يغفر له ذلك التقصير في شكر النعم . وبين هذا المفهوم المشار إليه هنا بقوله : وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار    [ 14 \ 34 ] . 
بين في موضع آخر : أن كل النعم على بني آدم منه - جل وعلا - ، وذلك في قوله : وما بكم من نعمة فمن الله  الآية [ 16 \ 53 ] . 
وفي هذه الآية الكريمة دليل على أن المفرد إذا كان اسم جنس وأضيف إلى معرفة ، أنه يعم كما تقرر في الأصول ; لأن : " نعمة الله " [ 16 \ 18 ] مفرد أضيف إلى معرفة فعم النعم . وإليه الإشارة بقول صاحب مراقي السعود عاطفا على صيغ العموم : 
أو بإضافة إلى معرف إذا تحقق الخصوص قد نفي . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					