( الوصية بالمماليك ) 
أضف إلى هذا وصايا الله ورسوله بالمماليك  ، ومنها تخفيف الواجبات عليهم ، وجعل حد المملوك في العقوبات نصف حد الحر ، وقد قرن الله الوصية بهم بالوصية بالوالدين والأقربين ، ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قول السيد : ( ( عبدي وأمتي ) ) وأمره أن يقول : ( ( فتاي وفتاتي وغلامي ) ) وأمر بأن يطعموهم مما يأكلون ويلبسوهم مما يلبسون ويعينوهم على خدمتهم إن كلفوهم ما يغلبهم كما في حديث أبي ذر  في الصحيحين وغيرهما ، وكان يوصي بالنساء وما ملكت الأيمان حتى في مرض موته إلى أن التحق بالرفيق الأعلى - صلى الله عليه وسلم - . وسأله  ابن عمر  كم أعفو عن الخادم ؟ قال : ( ( اعف عنه كل يوم سبعين مرة ) ) وهذا مبالغة ، أي كلما أذنب . 
ولهذا كان المسلمون في الصدر الأول يبالغون في تكريم الرقيق ومعاملتهم بالحلم حتى صاروا يقصرون في الخدمة . ولعمر الحق إن العبد المملوك في حكم الإسلام الأول أعز نفسا وأطيب عيشا من جميع الأحرار الذين ابتلوا في هذه العصور بحكم دول الإفرنج  من غيرهم أو نفوذهم ، وإن حكومة الولايات المتحدة  لتعامل الجنس الأحمر من سكان البلاد الأصليين الذين تمن عليهم بالحرية بغير الأحكام التي تعامل بها الجنس الأبيض ، حتى إن من اعتدى منهم على امرأة بيضاء يقتل شر قتلة - إن لم تقتله الحكومة قتله الشعب - بخلاف العكس ، ولا يتسع هذا المقام لتفصيل ذلك والشواهد عليه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					